وهكذا نخدع انفسنا بالإنجازات الوهمية، هذه حقيقة التعليم عن بعد...
إن اول بديهيات الصدق، ان يصدق الانسان مع نفسه، وأن لا يقبل ان يكون مجرد (كومبارس) في تمثيلية غبية.
ادعاء تحقيق الهدف، باستعراض مجرد صور لإجابات وتفاعل طلبة (الصف الأول الأساسي ) على المنصات التعليمية مثل تيمز أو زوم أو مدرستي. هو قناع نجاة تختفي وراءه صورة الفشل و العبث الغير مسئول من موجهي التربية واداراتها، والتخبط العشوائي، وعدم اختيار المناسب والملائم للفئة العمرية والمنهاج الموضوع. لا من حيث الوسائل والأدوات، ولا من حيث التقييم والتقويم، ولا المحتوى المجدي، ولا حتى إدراك المخرجات المنظورة.
وي كأنهم يهذون بما لا يدرون، وهم المكلفون بالدراية قبل أي الناس، وهو أيضا بنفس الوقت مشاركة استعراضية مزيفة وركوب لسفينة الكذب وتلوين للصورة القاتمة لحقيقة الواقع، من قبل المدارس التي تروج لذلك، وتدعيه نجاحا ملفتا يستحق التباهي والاستعراض.
( الهيزعة ) التي صنعت ترويجا للتعليم عن بعد، كانت بعيدة كل البعد عن المنطق السليم. ابرز معالمها قرارات متسارعة يشوبها التردد والشد والجذب وغياب التخطيط المدروس، لحد انعدمت فيه الرؤيا تماما.
كيف لطالب المرحلة الأساسية، بل وحتى من هم دون الصف السادس اجمالاً بل والصفوف الأعلى من ذلك ، ان يَلِجوا الى حساباتهم، ويبحثوا عن واجباتهم ،ويفحصوها ويجيبوا على المطلوب منهم، ومن ثم يرسلونها !!!!؟.
الا إن كان القصد من ذلك، ان يكون المعلم خلف حاسوبه - ان توفرت له الأدوات اللازمة - فيما يكون ولي امر الطالب على الجانب الآخر تلميذه النجيب الذي يستقبل ويجيب.
كذب على نفسه وعلينا من قال ان ابنه او طلبته أمكنهم أو يمكنهم ذلك.
وان كان المبرر الحاضر دائما هو ان ذلك ما يكون الا بالتعاون مع أولياء الأمور، فما هو الضابط لحدود هذا التعاون أو الضامن له؟.
وإذا كانت أولى أولويات الحق في الحصول على المعلومة في التعليم وتقييمه وتقويمه ان تكون الظروف والفرص امام جميع الطلبة متساوية ، فماذا عن الذين لا يمكن لأهلهم مساعدتهم، لأي سبب كان؟ سواء كان ذلك لجهل باستخدام وسائل التكنولوجيا، او لعجز منهم عن توفير الأدوات والأجهزة والانترنت، او حتى بعض الأيتام او الذين يعيشون تحت ظروف اجتماعية خاصة تشق عليهم وما أكثرهم؟. من يعطي هؤلاء حقهم بالحصول على المعلومة والتغذية الراجعة اسوة بزملائهم ؟، وبالتالي حصولهم على التقييم الذي يستحقون!.
بت اشعر ان الكثير من قرارات التربية والتعليم في السنوات الأخيرة تصدر عن مجموعة من -(المجانين)- المتقوقعين في عالمهم الخاص بعيدا كل البعد عن الواقع الذي نحياه، فكان الله بعوننا على حصاد سنجنيه شوكاً زرعه أصحاب القرار، ورحم الله مستقبل التعليم في بلادنا.
الكاتب: داود ابو مويس