المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على الشاطيء..قصه جدا راائعه



بنت العراق،،
2009-07-26, 13:43
@@ علــــــــى الشــاطئ @@



شاطيء جدة يصبح ساحراً فيأواخر الشتاء . .


الريح البحرية المنعشة تهب برقة . . محملةً برائحة تذكرنيبقصص السندباد . .


والأضواء تتراقص على صفحات الموج وكأنها مدينة عجيبة تحت البحر . .




أفتح رئتي لأستنشق المزيد من هذا الهواء المنعش . . علّرطوبته تروي شيئاً من ظمأ في صدري . .


فجأة . . شعرت بشيء أملس ينساب فوق خدي . . تلمسته . . إنها دموع . .
انساب المزيد منها حتى وجدت نفسي أبكي كطفل صغير تائه . . ولا أعرف كيف ولا لماذا . .


انتبهت لأصوات أخوتي وأبناء خالتي الصغار وهم يلعبون حولي . . فأخفضت صوتي . . وأخذت أنشج بهدوء . . دون أن يشعروا . .



- (سماح) .. هيا يا ابنتي .. تعالي اتعشي..


- لا أريد ياأمي..


أصرّت أمي وخالتي عليّ لكني أشرت لهما بأني شبعى ولا أريد.. وبقيت في مكاني على الشاطئ..


شيء ما كان يقض مضجعي ويحرمني السعادة والتمتع فيالحياة.. شيء أعرفه جيداً..


إني أغرق فيه.. كما قد يغرق طفل في أعماق هذاالبحر..


الفرق.. أن الطفل يستطيع أن يصرخ حينها ويطلب المساعدة.. قد يلوح بيده هنا وهناك طلباً للنجاة.. لكن أنا..
أغرق بصمت وهدوء.. دون أن يشعر بيأحد.. ودون أن أستطيع أن أبوح لأحد..


أشعر بالعطف على نفسي المسكينة كم تحملت وهي لم تجاوز عامها السادس عشر..


كم عانت وخافت وبكت وهي لم تزل فيبداية حياتها..


كل ذلك.. بسبب (حنان) .. نعم.. إنها السبب.. هي التي زينت ليهذا الطريق الشائك.. هذه الـ..


كلا.. بل إن أمي هي السبب.. نعم.. أمي التيلم تهتم بي يوماً ولم تحبني.. لقد تركت لي الحرية المطلقة دون أن تسأل عني أو حتىتشك بي ولو للحظة.. ألا تعلم أني بشر.. ضعيفة.. لماذا لم تحتويني يوماً ولم تسألنيعن مشاكلي.. لِمَ لم تسألني يوماً إلى أين أذهب مع السائق ومع من كنت أخرج؟.. لماذايا أمي.. لماذا لا تحبيني وتحرصين عليّ..


لم أشعر أن أحداً يحبني.. حتىاحتواني هو..


شعرت أني وجدت كل ما أحتاجه لديه.. الحب والحنان والرقة..


كنت غبية..


كلا! لم أكن غبية لهذه الدرجة.. أي فتاة مثلي كان بإمكانها أن تصدق ما قاله لقد كان مؤثراً في كل كلمة قالها.. كيف لي أن أعرف أنه لم يكن كذلك؟ إنه ليس ذنبي أن صدقته.. ربما.. هو ذنب.. لا أعرف!


أحببته من كل قلبي.. ومنحته قلبي البريء المتعطش.. ورغم جفائه لا زلت غير قادرة على كرهه.. فلماذا تركني.. لماذا فعل بي هذا؟ لماذا حطّم قلبي وتركني ضائعة.. أتخبط باحثة عمنيحتويني بعده؟


استمريت في البكاء مدة طويلة.. حتى مر بائع البالونات.. وحوله بعض الأطفال..
- مدام.. فيه صرف خمسين ريال..؟
رفعت رأسي.. نظرت للبالونات الملونة.. ووجوه الأطفال البريئة حوله.. تنتظر صرف المبلغ.. ابتلعت عبراتي.. وأدخلتيدي في حقيبتي.. هذه ورقة عشرين ريال.. وهذه ورقة عشرة.. مم.. ماذا يوجد أيضاً.. هذه ورقة..! أوف.. إنها صورته.. جعدتها بيدي واستمريت أبحث.. نعم.. هذه ورقة عشرينأخرى.. الحمد لله!
- تفضل..
- شكراً مدام..
وناولني ورقةالخمسين..
لحظة.. لو سمحت إديني وحدة..!!-
حملق البائع فيّ للحظة وأناأناوله المبلغ بكل جدية.. ثم ما لبث أن ناولني واحدة.. وأكمل سيره..


كانت البالونة حمراء جميلة.. على شكل قلب.. لوهلة شعرت بأنها قلبي الضائع الذي ذابكمداً.. أمسكتها بيدي.. ثم ساورتني رغبة طفولية في أن أدعها تطير عالياً.. وأرقبهامن هنا..
نظرت إليها طويلاً وضممتها.. ثم..
أطلقت يدي وتركتها تطير..
بدأتتطير بهدوء وأنا أرقبها.. شعرت في تلك اللحظة أني أحرر قلبي من سجن هذهالعلاقة..
شعرت أني أحرر قلبي من سلطانه الظالم عليّ.. حين استغل طفولتي ونقاوتي ورقة قلبي..
وجعلني أسيرة لأحرف اسمه..
ترى.. أي حب هذا كان عليّ أن أتلظىبناره خلف أسوار الخوف والتردد وتأنيب الضمير..
أكان لهذا الحب أن يعيش..؟ كا ن يجب أن أعلم يقيناً منذ البداية أنه سيموت لحظة ولادته.. لأنه حب كاذب وغيرشرعي..


توقفت للحظة عن هذا التفكير..


وأخذت أنظر إلى البالونة وهي تطير نحو السماء.. سبحان الله.. كم هي جميلة.. ضوء القمر انساب على هذه الغيوم فأكسبها غلالة رائعة.. والبالونة تطير.. وتطير.. ثم تخترق الغيوم.. وتطير.. عاااااالياً..
حتى اختفت..


فكرت لوهلة.. وماذا خلف هذه السماوات.. ماذاهناك..


سرت في جسمي قشعريرة غريبة.. حين تخيلت أن الله فوقنا الآن.. إنه ينظر إلي.. في هذه اللحظة.. ويعلم بكل ما يتردد في سري.. فانتابتني خشية لم أشعربها من قبل..


سبحان الله.. إنه ينظر إليّ الآن.. وقد كان ينظر إلي منذولدت.. وحين كنت أحادث طارق في الهاتف.. وحين كنت أخرج معه.. يا الله.. كان الله ينظر إليّ في كل لحظة.. لكنه أمهلني.. وصبر عليّ وهو الصبور الكريم.. أكرمني ورحمني.. ولم يعجّل بعقابي أو بموتي حتى أموت وأنا عاصية..


تذكرت فجأة قصةروتها لنا معلمة فاضلة.. حين قالت.. أن سيارة أصيبت في حادث ومات من فيها.. وحين أخرجوهما وجدوهما فتاة وشاب.. فتخيلوا الموقف حين يحضر الأب والأهل.. ويعلموا أن ابنتهم ماتت وهي خارجة مع شاب..! فضيحة في الدنيا والآخرة..


توقفت لوهلةوتخيلت لو كنت أنا مكانها..
كيف سأسوّد وجه أبي وأمي وعائلتي.. وقبل كل ذلك.. كيف سيكون مصيري وموقفي.. هناك.. أمام الله؟


يا الله.. الحمد لله.. أن كتبلي النجاة من هذه العلاقة.. الحمد لله أني نجوت منه قبل أن يحصل ما لا يحمدعقباه..


الحمد لله أن رحمني ولطف بي وأمهلني حتى هذه اللحظة..


شعرت بانتعاش يسري في قلبي وكأنه عاد للحياة من جديد.. وبدأ ينبض بصوت الحياة..


أدخلت يدي في حقيبتي.. وأخرجت صورته.. نظرت إليها طويلاً..
أيهاالقاسي.. كيف استطعت أن تعبث بقلب فتاة مثلي بكل برود.. كيف كنت تدعي الحب الصادق والعشق.. وأنت أبعد الناس عنه..؟!


ابتسمت حين تذكرت عبارات حبه.. وأنا أتذكرلحظة اكتشافي لعلاقته بإحدى صديقاتي في نفس الوقت!


أشعر بالعجب حقاً كيف كانلي أن أصدقه طوال تلك المدة.. وأصدق أعذاره وحججه..


نظرت مرة أخرى.. ياالله! خلف ذلك المظهر الوسيم أكان يختفي شخص آخر.. كم كنت بلهاء حين عشقت القناع.. وبعت من أجله راحتي وهدوء نفسي.. بل بعت ديني.. حتماً إنك لا تستحق سوى الرثاء أيهاالـ..


توقفت عن التفكير.. شخص مثله لا يستحق أن أخسر دقيقة في التفكيرفيه..


مزقت صورته مزقتها تماماً.. إلى قطع صغيرة.. رميتها على الأرض ثم وقفتلأطأها برجلي.. شعرت في هذه اللحظة أني أرمي القيد الذي كان يكبلني ويحرمني السعادة.. الحمد لله.. يا الله.. اغفر لي وتب عليّ..


يا الله.. كم أنت رحيم وكريم.. أمهلتني وصبرت عليّ وأنا أعصيك.. فامنن عليّ بعفوك ومغفرتك وأنا عائدةإليك..


وفجأة.. شعرت بقرصة جوع، فقمت من مكاني لأجري نحو أمي وخالتي.. بقي شيء من العشاء؟ أنا جائعة!
وخلفي.. تهادت موجة ماء قوية غمرت مكان جلوسي..
وابتلعت بقاياصورته...

ابوعبدالله
2009-07-27, 03:50
شــكرا جـزيـلا لـك ... لك كل احترام وتقدير .

فلسطينيه
2009-07-27, 07:17
يسلمو للقصه الرائعه

تقبلي مروري

ابوالعز
2009-07-27, 12:09
شكرا لك بنت العراق على هذه القصة الجميلة

مرسال عباس
2009-07-27, 12:52
شكرة اختي الكريمة على القصة الرائعة

بنت العراق،،
2009-07-27, 20:26
يسلمووووو احباب قلبي ع المرور الراقي منورررين

همـسه
2010-03-22, 23:02
يسلموو دياتك على القصة

دمت بخير وسعادة