المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجاليات الفلسطينية في أوروبا



ابوالعز
2010-09-16, 11:13
مقدمة:
يزداد أبناء الشعب الفلسطيني في اللجوء والشتات عدداً، ويزداد الحديث عنهم وعن دورهم خاصة في ظل ما يحاك لإسقاط حق العودة الذي يمس ويهم كل فلسطيني أينما وجد. هذا الدور شبه مغيب لأسباب سأحاول هنا حصرها واقتراح حلول لها مع برنامج عمل مقترح، وذلك لتفعيل دور الجاليات في الشتات عموماً وفي أوروبا خصوصاً ليستمر التواصل مع وطننا الأم حتى تحقيق الحلم بالتحرير والعودة.

لمحة تاريخية:
خاض الشعب الفلسطيني خلال القرن الماضي صراعاً مريراً ومتصلاً في ظل انحياز عالمي كامل ضده وتآمر إقليمي ودولي أسفر عن ضياع فلسطين على مرحلتين، وتشريد مئات الآلاف من أبناء فلسطين وتهجيرهم من وطنهم الأصلي ليتوزعوا على مناطق اللجوء والمهجر، وليبدأوا رحلة عذاب جديدة لإثبات الذات وبناء مجتمعات الشتات والتواصل مع الوطن السليب وإبقاء حلم التحرير والعودة حياً يورثه الآباء لأبنائهم.
لم تكن الدول الأوروبية ملاذاً أساسياً لموجات الهجرة القسرية الأولى عام 1948 التي أجبرت الفلسطينيين على مغادرة الوطن كما هو الحال بالنسبة للدول العربية المجاورة لفلسطين، باستثناء بريطانيا التي هاجر إليها البعض عام 1948 لينشئوا نواة لمجتمع جديد.
تغير هذا الوضع بعد هزيمة عام 1967 والممارسات القمعية للاحتلال والتي حولت أبناء فلسطين إلى لاجئين داخل وطنهم. وكذلك الضغوطات والإجراءات التشديدية من قبل الدول المضيفة للاجئين وامتداد المواجهات المسلحة لما عرف بدول المواجهة والتي أدت جميعها لموجة نزوح جديدة وهجرة نحو المنافي البعيدة والتي كان للدول الأوروبية منها نصيب.
شكّل الطلبة الجزء الأساسي من موجات الهجرة الجديدة خاصة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا مما يفسر ارتفاع نسبة المتعلمين من الفلسطينيين في بعض هذه المجتمعات. بعد ذلك وصل الآلاف خاصة من مخيمات لبنان بعد اجتياح عام 1982 إلى الدنمارك وهولندا والنرويج والسويد وألمانيا.
الموجة التالية كانت بعد اندلاع الانتفاضة الأولى خاصة بعد قرار الحكومة الألمانية قبول طلبات اللجوء من أبناء الضفة والقطاع مما يفسر ارتفاع عدد أبناء قطاع غزة خاصة في مدينة برلين.
آخر موجات الهجرة الجماعية كانت عقب حرب الخليج الثانية حيث التحق العديد من سكان الخليج من الفلسطينيين الميسورين نسبياً بأبنائهم المتواجدين في الشتات خاصة بريطانيا وفرنسا، إضافة لأميركا الشمالية.

توزيع الجاليات وخصائصها:
حصر أعداد الفلسطينيين في أوروبا مسألة شاقة ومعقدة لعدة أسباب أهمها غياب أي حصر رسمي لهم خاصة في ظل القوانين المحلية التي لا تعترف بهم في كثير من الأحيان كجنسية أو فئة أو أقلية منفصلة بل تضعهم ضمن تقسيمات مثل (من الشرق الأوسط - آخرين) أو تردهم للدول التي قدموا منها كتصنيف حملة الوثائق حسب البلدان التي أصدرت تلك الوثائق أو اعتبارهم دون وطن - (Stateless).
يقدر العدد بشكل عام بحوالي 200.000 حسب المجلس الأوروبي موزعين كالتالي:
ألمانيا 80.000 - الدنمارك 20.000 - بريطانيا 15.000 - السويد 9.000 - فرنسا 3.000.
ولكن للأسباب السابقة الذكر فإنه بحكم المؤكد أن العدد الإجمالي أكبر من ذلك بكثير حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين في ألمانيا وحدها يتجاوز الـ 200.000 وفي بريطانيا حوالي 50.000 وكذلك الدول الأخرى والتي لم يشملها تقدير المجلس الأوروبي والتي يتواجد فيها عدد لا بأس به من الفلسطينيين كهولندا وإيطاليا والنمسا وإسبانيا وغيرها.
بالرغم من الخصائص المشتركة التي تجمع الفلسطينيين في الشتات إلا أن هناك فروقات لا يمكن التغاضي عنها كالوضع الاجتماعي والخلفية الثقافية ودرجة التأقلم مع المجتمعات المضيفة وغيرها.
أهم الفروقات وبشكل عام هي أن الهجرات الجماعية الأولى أبرزت طبقة من حملة الشهادات العليا والذين استطاعوا الاندماج في المجتمعات المضيفة بعكس الموجات الجديدة التي تعتبر أقل تعليماً وأقل اندماجاً في المجتمعات مع وجود نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل.
سأحاول هنا تناول بعض الخصائص للجاليات الرئيسية في أوروبا حسبما ورد في عدة بحوث كان أهمها ما نوقش في ورشة عمل خصصت للاجئين الفلسطينيين في أوروبا أقامتها كلية سان أنطوني بجامعة أوكسفورد عام 2000 وشارك فيها باحثون من مختلف الدول الأوروبية وعدة دراسات أخرى:

ألمانيا:
ينطبق على ألمانيا ما ينطبق على غيرها من الدول وأعني هنا صعوبة الإحصاء والخصائص العامة وموجات الهجرة ويقدر عدد الجالية هنا بين 80.000 و 200.000 مع تركز عدد كبير منهم في مدينة برلين التي يقدر عدد الفلسطينيين فيها بعشرات الآلاف.
تتشكل غالبية الجالية هناك من مجموعتين أساسيتين: لاجئين من مخيمات لبنان عقب الاجتياح عام 1982 ومن أبناء قطاع غزة عقب اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 ومعظمهم من الشباب.
يغلب على أبناء الجالية هناك تدني المستوى التعليمي بشكل عام وصعوبات من ناحية اللغة والتخاطب وانتشار البطالة والعمل في المهن الحرفية. ويعتمد الكثيرون على المعونات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، وهذا لا ينفي أن بعض أبناء الجالية حققوا نجاحات ملحوظة خاصة في مجال التجارة.
تعاني فئة السيدات في ألمانيا بشكل خاص من شعور عام بالانطوائية والعزلة حيث تتشكل غالبيتهن من زوجات التحقن بأزواجهن. أيضاً تجد النساء الفلسطينيات في ألمانيا صعوبة في التعامل مع أبنائهن لضعفهن في اللغة الألمانية التي يجيدها الأبناء.
تتميز الجالية في ألمانيا وبشكل عام بانعدام التنسيق بينها وتوجد عدة جاليات رسمية في المدن الرئيسية بل أحياناً أكثر من جالية في المدينة الواحدة دون تنسيق يذكر أو فعل حقيقي.
الدول الإسكندنافية:
تشترك الجالية الفلسطينية في الدول الإسكندنافية وبشكل كبير مع ألمانيا في الخصائص ولكن يضاف إليها أن الكثيرين من أبناء الجالية فيها يعانون من أمراض نفسية تتعلق بتجاربهم المأساوية السابقة وبخاصة Post Traumatic Stress Syndrome وكذلك من البطالة (حوالي 70%) وانعدام الرغبة الحقيقية في التعليم (أقل من 5% يتجه نحو التعليم العالي).
بشكل عام ينظر أبناء الجالية بعين من الشك والريبة لمحاولات دمجهم في المجتمعات المضيفة وبنظرة سلبية واضحة عبّر عنها أحد اللاجئين في الدنمارك بقوله: "نحن هنا في حالة تقاعد مبكر، في لبنان كنا نموت ببطء أما هنا فالموت سريع"! إضافة للتصادم الثقافي والاجتماعي بين المجتمعات الأصلية المحافظة نوعاً ما والمجتمعات الغربية الأكثر انفتاحاً.
يلاحظ أيضا ارتفاع نسبة الطلاق بين أبناء الجالية وانعدام التواصل والتباين الجغرافي مع غياب حضور فاعل وحقيقي لجالية منظمة.
متوسط أعمار أبناء الجالية الفلسطينية في الدول الإسكندنافية هو 40 عاماً.
بريطانيا:
تختلف الجالية الفلسطينية في بريطانيا عن مثيلاتها في ألمانيا والدول الإسكندنافية حيث وصلت موجات الهجرة الأولى في الأربعينيات عقب النكبة مباشرة وتلتها هجرات متعاقبة كان آخرها عقب حرب الخليج الثانية عندما التحق عدد كبير من سكان الخليج الميسورين نسبياً بأبنائهم المقيمين في بريطانيا.
الاتجاه العام هو تعليمي حيث حصل العديد من أبناء الجالية على شهادات عليا ويتبؤون مراكز مرموقة خاصة في الجامعات والمستشفيات. كذلك هناك نجاحات على مستوى رجال الأعمال والذين يتركز نشاطهم داخل العاصمة لندن.
رغم نشاط الجالية النسبي إلا أن حجم المشاركة الفعلي في القضايا التي تهم الوطن الأم يبقى محدوداً خاصة من طبقة معينة تحاول الانفصال عن مجريات الأمور في فلسطين والاندماج بشكل أكبر داخل المجتمع البريطاني المتعدد الأعراق خاصة في المدن الرئيسية حيث يتركز وجود الجالية بشكل رئيسي.
يوجد أيضاً عدد لا بأس به من طالبي اللجوء من الشباب والعائلات الذين لم ينظر في أمرهم بعد وهو ما يجعل وضعهم غير مستقر بشكل عام خاصة بعد صدور العديد من القوانين التي تقيد طلبات اللجوء.
فرنسا:
يتشابه وضع الجالية في فرنسا بعمومياته مع وضعها في بريطانيا مع ملاحظة الفروقات التالية:
غياب أي تمثيل رسمي للفلسطينيين في فرنسا وانعدام وجود المؤسسات حتى الأهلية مع ضعف واضح في التواصل واندماج ملحوظ في المجتمع الفرنسي المبني على نظرية الاستيعاب والاندماج وهو ما كان له تأثير واضح على الجالية الفلسطينية الصغيرة العدد هناك.
يعتمد حوالي 300 طالب فلسطيني دارس في الجامعات الفرنسية على دعم أسرهم من الخارج، عكس الطلبة في ألمانيا الذين يعتمدون في الأساس على المساعدات الحكومية رغم قلة عددهم مقارنة بحجم الجالية هناك (حوالي 3000 طالب).
برغم التنوع والامتداد الجغرافي للفلسطينيين في أوروبا في الدول المذكورة وغيرها التي تفتقر لأية إحصاءات أو دراسات رغم وجود أعداد لا بأس بها من أبناء فلسطين فيها، يتضح أن الجاليات الفلسطينية في أوروبا تعيش حالة من التشرذم والتشتت وضياع البوصلة السياسية وفي بعض الأحيان ضعف الرابط مع الوطن الأم وكذلك التباين الكبير في نشاطاتها وإنجازاتها.
تعكس هذه الجاليات الصورة الأصلية للمجتمع الفلسطيني وكأنها مرآة تعكس طبقات وفئات وأفكار الشعب الفلسطيني ككل، ففي هذه الجاليات المتعلم والثري والعاطل عن العمل والمفكر والثورجي والانتهازي والناجح وغيرهم في نسيج غريب من الإيجابيات والسلبيات لكنها أيضاً تختلف عن المجتمع الفلسطيني الأم بحكم وجودها في مجتمعات تختلف فكريا واجتماعياً وثقافياً. وفي بعض الأحيان مجتمعات عدائية ومتحيزة ضد حقوق الشعب الفلسطيني مما يضع تلك الجاليات في موقع المسؤولية ويفرض عليها التزامات وواجبات.

(2) أسباب الفشل وعوامل النهوض بالجاليات:
في الجزء السابق تناولت الظروف التاريخية للجاليات في أوروبا وخصائصها في أماكن التجمع الرئيسية، وفي هذا الجزء أستكمل بدراسة أسباب التراجع وأخطاء الماضي وعموميات النهوض بالجاليات.
مع استثناءات بسيطة فإن الفشل هو العنوان الرئيسي المصاحب لهذه الجاليات، لا أعني هنا الفشل على المستوى الفردي ولكن الفشل على مستوى العمل المشترك وتفعيل دور الجاليات والتواصل بينها وبين الوطن الأم والقيام بالدور المنشود في التعريف بقضايانا العادلة وحشد التأييد لها والنهوض بالمستوى الثقافي والحضاري لأبناء الجالية والتأكيد على حق العودة خاصة أن معظم أبناء الجاليات إن لم يكن جميعهم هم بالأساس لاجئون.

أسباب الفشل والتراجع في أداء الجاليات:
يصعب تعميم أسباب الفشل والتراجع لخصوصية الجاليات التي سبق ذكرها ولكن هناك أسباباً عامة تنطبق على الجميع دون استثناء وتشمل:
- اجترار الماضي والبكاء على الأطلال:
بمعنى رفض الاعتراف باختلاف المجتمعات المضيفة مقارنة بالمجتمعات الأصلية وصعوبة الحياة في بدايتها حيث قد نجد أن فلسطينياً ناجحاً في بلد الإقامة الأصلية في مجاله وتخصصه يضطر أن يصبح طالباً من جديد وهو ما لا يسهل ابتلاعه ليبقى ذلك الطبيب في أوهام النجاحات السابقة وليصبح عدواً لكل ما حوله رافضاً أية مشاركة في فعاليات أو غيرها.
- تكرار الأخطاء وعدم الاستفادة من تجارب الآخرين:
هناك جاليات أقدم بكثير من الجاليات الفلسطينية عاشت نفس تجاربها وأخطائها وبعضها تجاوزها ومن المهم الاستفادة من تلك التجارب خاصة في عصر السرعة الذي نعيشه.
أيضا هناك تجارب فاشلة متكررة داخل الجالية الواحدة والتي يصر أبناؤها على تكرارها بقصد أو دون قصد.
- الإرث التنظيمي لأبناء الجالية الواحدة:
وهو ما أصبح واضحاً بعد موجات الهجرة الأخيرة من الداخل المحتل ومن المخيمات حيث احتفظ كل فرد من أبناء الجالية بالولاء لهذا التنظيم أو ذاك مع الاستعداد التام للدخول في مواجهات ومعارك مع الآخرين نصرة لتنظيمه أو إفشال كل عمل يقوم به الآخر لأنه ببساطة سيكون إنجازاً لهذا الآخر!
- الجمود القاتل في عقلية من يدعون القيادة وفي بعض الأحيان الجهل:
حيث نجد أن هناك من يتصدر للقيادة دون مؤهلات علمية أو شخصية قيادية وفي كثير من الأحيان جهل باللغة العربية ولغة الدولة المضيفة مما يؤدي إلى جمود ومقاومة للتغيير وانعدام الاحترام لهذه الجالية.
- انعدام روح المبادرة والتطوير، والتقليد الأعمى خاصة من قبل من يدعون قيادة الجاليات.
محاولة ربط الجاليات بالمؤسسة الرسمية:
وأعني هنا من يمثل السلطة - وهي حالياً سلطة أوسلو - حيث ربطت بعض الجاليات نفسها ومن خلال دساتير قديمة بالمؤسسة الممثلة للسلطة وهو ما يفقد هذه الجاليات الديناميكية المطلوبة وحرية الحركة والعمل ويقيدها بمواقف كثيراً ما تكون مرفوضة ومستهجنة.
- انعدام الاستقلالية في صنع القرار:
إما بسبب الربط بالمؤسسة السياسية الرسمية أو الربط المادي مع جهة أو فرد أو بسبب الضغوطات الرسمية وغير الرسمية.
- عزوف الكثير من أبناء الجالية عن المشاركة الفاعلة فيها لأسباب منطقية أحياناً وغير منطقية أحياناً أخرى مما له التأثير على تمثيل هذه الجالية.
- غياب من لديهم القدرة على القيادة والتوجيه.
- تساؤلات وشكوك مستمرة عن مصداقية الجالية وشفافيتها مما يضعف الثقة فيها وبالتالي الامتناع عن المشاركة في نشاطاتها أو قيادتها.
هذه الأسباب ليست بأي حال شمولية بل هي مفتوحة للتعديل والإضافة والبحث والتمحيص.. ولكن حتى ننصف أنفسنا ولا نجلدها وحتى لا يكون النقد لمجرد النقد لا بد من الإقرار أن هناك بعض النجاحات والإيجابيات وإن كانت متفرقة وتعتمد بالأساس على شخص أو اثنين كتجربة الجالية الفلسطينية بالنرويج حالياً والتي كان لها تأثير على الحياة السياسية في ذلك البلد وفي مواجهة الهجمة ضد الفلسطينيين كوقوفها في وجه حملة الباص يوم 18/ 6/ 2004. كما أننا يجب ألا ننسى وصول بعض أبناء الجاليات الفلسطينية إلى مواقع متقدمة نسبياً في الحياة السياسية بالدول المضيفة كوصول فلسطيني عام 2001 من قضاء نابلس للبرلمان الدنماركي على سبيل المثال.
أيضاً لا بد من التذكير بمؤتمر "فلسطينيو أوروبا" الأول من نوعه في برلين يوم 15/ 5/ 2004 تحت إشراف مركز العودة الفلسطيني والذي شارك فيه مندوبون عن 28 جالية فلسطينية في أوروبا وكان شعاره التمسك بحق العودة، وهو ما يعطي الأمل بإمكانية تجميع الجاليات المبعثرة هنا وهناك.

دور الجاليات في أوروبا:
يتميز الشعب الفلسطيني بوعي واقتدار ثقافي وفكري استحق على أساسه احترام وتقدير كثير من الشعوب خاصة في الدول الأوروبية.
تقع على الجاليات الفلسطينية في أوروبا مسؤولية ليست بالسهلة وتختلف عن الجاليات في مناطق الشتات لأسباب منها القرب الجغرافي النسبي، حرية التحرك والتعبير، سهولة التنقل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وقدم تواجد بعض هذه الجاليات التي وطدت ذلك التواجد، وأخيراً الإمكانات المادية المجتمعة إن سخر لها أن تجتمع.
بشكل عام يمكن القول إن دور هذه الجاليات يتراوح بين النهوض بمستوى أبناء كل جالية ثقافياً واجتماعياً وعلمياً وسياسياً، والتأكيد على الحقوق الثابتة وعلى رأسها حق العودة والتواصل مع الوطن السليب فلسطين. والتفاعل مع الجاليات الأخرى والقضايا العامة التي تهم أبناء الجالية، يضاف إلى ذلك الانخراط في الحياة السياسية للبلدان المضيفة والتحول إلى مجموعة ضغط خدمة لأبناء الجالية وقضاياهم.
لو نظرنا لأحداث العام الحالي لوجدنا أن كل الجاليات تقريباً - مع استثناءات محدودة- لم تقم بالدور المطلوب سواء على الصعيد المحلي الاجتماعي أو على مستوى القضايا الساخنة والحساسة. وسأترك تفاصيل الدور والواجب المطلوبين للجزء الأخير من هذه الدراسة.

عوامل النهوض بالجاليات:
السؤال المهم: كيف يمكن إحياء الجاليات الفلسطينية في أوروبا والتي كاد دورها ينعدم والخروج من حالة التشرذم والتقوقع، فالأحداث تتسارع وعجلة التطور لا تنتظر ولا وقت لدينا لإضاعته في صراعات هنا وهناك فقيادة الجالية ليست صراعاً على مناصب أو تنافساً على الألقاب وليست "تشريف إنما تكليف".
تطوير وإحياء الجاليات يتطلب وجود برنامج علمي ومهني واقعي قابل للتطبيق ويتطلب أيضاً وقفة لمراجعة ومحاسبة الذات وصولاً إلى مستقبل أفضل ضمن أساسيات تشمل:
- تفادي أخطاء الماضي.
- التنظيم الدقيق والاستفادة من التجارب السابقة.
- استغلال قدرات أبناء الجالية المهنية والشخصية في عملية التطوير.
- الوضوح والانفتاح في العمل.
- نشر ثقافة التقييم والشفافية.
- تنمية الشعور بالانتماء للجالية. هذا الانتماء ليس اختيارياً ولا هو رهين برغبة شخصية، فكل فرد في المهجر والشتات عضو في جاليته.
- الاستقلالية والفصل التام بين الجاليات وأي مراكز قوى أخرى سياسية أو مالية وإنهاء الهيمنة المستمرة من قبل المؤسسة الحاكمة الرسمية من خلال مكاتبها و"سفاراتها" على الجاليات.
- الابتعاد عن القضايا الخلافية والتركيز على المبادئ المشتركة والمتفق عليها.
- التصدي لمحاولات التسلق والظهور.
- التواصل بين الجاليات في الدول المختلفة.
- تشجيع الشباب خاصة من يملكون مواهب وإمكانيات قيادية والتخلص من العقلية المتصلبة للحرس القديم.
- توحيد المفاهيم لدى أبناء الجالية الواحدة.
- التنسيق الميداني في كافة الأصعدة.
- التوعية السياسية لأبناء الجالية.

الخطوات العملية للتغيير:
بداية أي عمل وأهم عوامل نجاحه هو القيادة الصالحة والقادرة من خلال:
- قائد يتسم بشخصية مؤثرة ومهارات لتحقيق الأهداف المرجوة.
- مجموعة من الأفراد اللازمين لتحقيق تلك الأهداف.
- تنمية روح المبادرة.
- الإيمان بمبدأ العمل الجماعي.
كما وتعتمد أساساً على التفاعل الحقيقي بين أبناء الجالية والمشاركة البناءة في صنع القرار والمساهمة بجدية وصدق في نشاطات الجالية.
أي برنامج عمل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الخصائص المميزة لكل جالية وبالتالي تعديله وتطويره ليتلاءم مع احتياجات الجاليات المختلفة.

(3) استكمالاً للدراسة، يأتي الجزء الأخير ببرنامج مقترح للنهوض الفعلي بالجاليات، وهو وإن كان موجهاً للجاليات في أوروبا، إلا أنه قابل للتطبيق في أماكن الشتات والمهاجر الأخرى، مع مراعاة الخصوصيات.
البرنامج التالي هو محاولة متواضعة لوضع تصور قابل للتطبيق لتطوير وإحياء الجاليات الفلسطينية في أوروبا:
التمهيد والإعداد بدراسة عوامل النهوض بالجاليات السابق ذكرها (في الجزء الثاني).

أولاً: التنظيم والإدارة:
- حصر أبناء الجالية في كل بلد وتصنيفهم.
- إنشاء قاعدة بيانات متكاملة وتحديثها بشكل مستمر.
- الاستفادة من ثورة المعلومات وإنشاء موقع على شبكة الإنترنت يسهل الاتصال بين أبناء الجالية.
- إصدار نشرة دورية والعمل على إيصالها لكل أبناء الجالية.
- وضع برنامج واضح ومحدد الأهداف والتاريخ للنهوض بالجالية بمشاركة ذوي الخبرة والاختصاص.
- العمل على إنشاء نقابات تخصصية ضمن الجاليات لخدمة أبناء التخصص الواحد.

ثانياً: المجال الاجتماعي والثقافي:
وذلك لربط أبناء الجالية بثقافة الوطن والمحافظة على الرصيد الحضاري والتراثي لشعبنا وتداعياته مع احترام المجتمعات المضيفة عبر:
- إقامة معارض عن التراث الفلسطيني.
- نشر ثقافة العودة والاستفادة من المؤسسات الثقافية القائمة كدار الشجرة للذاكرة الفلسطينية التي يتركز نشاطها على الشباب والأطفال والجيل الذي ولد خارج فلسطين لتقدم له معلومات عن فلسطين وعن الثقافة الفلسطينية وعن تجربة شعبنا الفلسطيني وكيفية خروجه من فلسطين، وتجربة اللجوء التي عاشها أبناؤه، وكيف استطاعوا ترجمة هذه المعاناة إلى فعل نضالي يومي يعيش معهم باتجاه حلم العودة وبناء الوطن الكبير الذي نسعى لتحريره كفلسطينيين.
- تنظيم أمسيات شعرية وأدبية فلسطينية خاصة بإبداعات أبناء الجالية.
- إحياء المناسبات الثقافية ذات الدلالات المرتبطة بواقع شعبنا مثل يوم التراث الفلسطيني (6 تشرين أول/ أكتوبر) ويوم الأرض (30 آذار/ مارس) ويوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني (29 تشرين الثاني/ نوفمبر).
- إقامة ندوات فكرية دورية.
- عقد مؤتمرات ومناظرات علمية لأبناء الجالية للاطلاع على مساهماتهم وإبداعاتهم.
- المساهمة والعمل مع جهات الاختصاص لتوثيق التاريخ الفلسطيني سواء على شكل موسوعات أو كتب.
- تشجيع حركة الترجمة لتبادل المعارف.
- إقامة لجان لمعالجة مشاكل أبناء الجالية الاجتماعية (زواج، وفاة، دعم، إسكان.... إلخ).
- تفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي بين المعسورين والميسورين ضمن برنامج واضح ومن خلال إقامة صندوق للتكافل والتضامن الاجتماعي في كل بلد يعود بالمنفعة على أبناء الجالية.
- الاهتمام بالجيل الجديد من خلال تنظيم نشاطات تحظى باهتمامه كالمخيمات الصيفية والدورات الرياضية وغيرها إضافة إلى إنشاء مدرسة خاصة للجاليات التي يعاني أبناؤها من ضعف لغتهم العربية.
- تنظيم رحلات متبادلة بين الأجيال الشابة من وإلى فلسطين.

ثالثاً: الجانب السياسي:
رغم تحفظ البعض على أي دور سياسي للجاليات إلا أن طبيعة الصراع والشتات تفرض علينا واجباً ومسؤولية لا يمكن التغاضي عنهما وتضع أبناء الجالية في بؤرة الأحداث حتى وإن حاول البعض التنصل والابتعاد بشكل سلبي، وعليه فإن الدور السياسي للجاليات لا يقل أهمية عن أي دور آخر ويمكن تفعيله من خلال:
- إطلاق حملات مختلفة ومتغيرة ذات أهداف محددة.
- إحياء كافة المناسبات ذات الطابع السياسي بشكل جماعي.
- التحرك الفاعل جماهيرياً ورسمياً والاجتماع بالسياسيين وتشكيل مجموعة ضغط في الدول المضيفة.
- متابعة المستجدات والاتصال بالمؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية والإعلامية لإبراز قضايا شعبنا والتركيز على النجاحات القانونية والدولية واستثمارها (قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي كمثال).
- المطالبة بتطبيق القرارات والمواثيق الدولية دون تمييز أو مفاضلة.
- التصدي للهجمة الشرسة ضد قضايا شعبنا ومحاولات تشويه صورة النضال الفلسطيني من خلال لجنة متابعة دائمة ترصد التحركات وتعمم الخطوات المطلوبة من أبناء الجالية.
- التأكيد الدائم والمستمر على حق العودة غير القابل للتصرف أو التفاوض والتعاون مع المؤسسات القائمة كمركز العودة الفلسطيني في لندن.

رابعاً: التواصل مع الوطن السليب - فلسطين:
- إيفاد بعض الطلبة من أبناء الجالية للجامعات الفلسطينية.
- الاتصال بالجامعات المحلية في الدول الأوروبية للحصول وتوفير منح دراسية ومقاعد لأبناء فلسطين.
- إقامة قناة تواصل بين المؤسسات في فلسطين ونظيراتها لأبناء الجاليات في الدول الأوروبية كالنقابات التخصصية والأندية الشبابية وغيرها.
- السعي لربط مؤسسات المجتمع المدني في الدول الأوروبية بالمؤسسات المثيلة في فلسطين والمساهمة في حملات الإغاثة والطوارئ.
- الحرص على إطلاق حملات التضامن مع أبناء الشعب في الوطن المحتل وإثارتها إعلامياً (التضامن مع إضراب الأسرى في شهر آب/ أغسطس 2004 مثلاً).
- المساهمة في بناء الكيان والمجتمع الفلسطيني بشكل مباشرة (العودة) أو غير المباشر من خلال وسائل الاتصال الحديث، وهنا يجب التوقف عند التجارب السابقة في هذا المجال وهي:
1. برنامج نقل المعرفة عبر المغتربين المسمى بـ "TOKTEN" والذي أسسه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة "UNDP" عام 1996 والذي سبق تجربته على مدار 22 عاماً في 30 دولة، ويعتمد بالأساس على المهاجرين المميزين من أصل فلسطيني للعودة والعمل داخل فلسطين برواتب محددة والاستفادة من سهولة تكيفهم مع مجتمعاتهم الأصلية.
2. التجربة الثانية أسستها وزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطينية تحت اسم "شبكة العلماء والتكنولوجيين الفلسطينيين في الشتات" والمعروفة اختصاراً بـ "PALESTA" عام 1996 على شبكة الإنترنت لربط العلماء والخبراء المغتربين الفلسطينيين مع الداخل والاستفادة من كفاءات العلماء للتنمية في فلسطين. تضم هذه الشبكة 1300 عضو منهم 17% فقط من أوروبا.
3. المشروع الثالث هو برنامج "عبر الحدود" أو "Across Border" الذي أطلقته جامعة بير زيت عام 1999 لإيصال تقنية المعلومات وإدخال الكمبيوتر إلى مخيمات اللاجئين في الضفة والقطاع ولبنان والأردن وسوريا وكذلك الإشراف على الجانب التقني والتعليمي.

خامساً: علاقات عامة:
وتشمل العلاقات داخل الدولة الواحدة وبين الدول المختلفة وتنسيق الجهود بين الجاليات:
محلياً:
- الانخراط في العمل السياسي في الدول المضيفة.
- إقامة علاقات شخصية ورسمية مع مراكز صنع القرار والأحزاب المختلفة.
- التعاون مع الجاليات الأخرى والاستفادة من تجاربها والتنسيق المشترك في الفعاليات ذات الاهتمام العام.
- السعي لدى الدول المضيفة لتسهيل حياة أبناء الجالية.
- المشاركة الفاعلة والدائمة في أية ندوات أو برامج حوارية حول فلسطين.
أوروبياً:
- تشكيل هيئة موحدة أو لجنة تنسيق عليا على مستوى أوروبا للتنسيق بين الجاليات ووضع البرامج وتقديم التوصيات والإشراف على الأنشطة المشتركة.
- إنشاء موقع على شبكة الإنترنت بعدة لغات وضمن هيئة تحرير مشتركة يشتمل على معلومات عامة ودليل لأبناء الجاليات ومكتبة ثقافية ورابط للنشاطات ومواعيدها وتوجيهات لتطبيق البرامج المختلفة وإبراز المبدعين من أبناء الجاليات.
- تبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من المهارات المختلفة لأبناء الجاليات.
- توسيع قاعدة البيانات لتشمل كل الدول الأوروبية.
- توحيد المفاهيم والتعريفات وكذلك النظم الداخلية إن أمكن.
- عقد اجتماعات دورية لأبناء الجاليات خاصة من ذوي التخصصات الواحدة.
- تشجيع النشاطات الشبابية المشتركة من مخيمات ودورات ومسابقات.
- الاتفاق على القضايا العامة كحق العودة وتشكيل لجنة لمتابعة الأمر كمرجعية لأبناء الجاليات في أوروبا لتفويت الفرصة على محاولات الالتفاف على هذا الحق.
- إقامة ورش عمل مشتركة لإعداد وتأهيل الكفاءات بمشاركة من الجميع.
- توفير المنابر المناسبة (مطبوعة ومرئية ومسموعة) لإبراز دور الجاليات وللإبقاء على التواصل.

عالمياً:
- تسجيل الهيئة المشتركة أو لجنة التنسيق العليا لدى الهيئات المختصة التابعة للأمم المتحدة.
- الاتصال بالجاليات الأخرى خارج أوروبا خاصة في الأمريكتين وأستراليا حيث توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
- الاتصال بالحكومات في الدول المختلفة للتأكيد على حقوقنا المشروعة.
- إنشاء مجلس وصندوق عالمي لفلسطينيي الشتات.
- تبادل الزيارات والخبرات بين الجاليات عبر المحيطات.
- تشجيع البحث العلمي خاصة المتعلق بالشتات والمهجر.

أخيراً:
ما يمكن أن تفعله جالية قوية ومتماسكة ومتحابة ومتراصة لا حصر له سواء محلياً أو خارج حدود البلد المتواجدة فيه وما يمكن تحقيقه يفوق التصور فما بالكم بجاليات مترابطة ومتعاونة تنسق في ما بينها؟
هل ذلك حلم؟ أبداً، إنه واقع يمكن أن نعيشه.
هل هي دعوة لتشكيل بديل عن المؤسسات الحاكمة؟ أبداً، هو حق يمارس لخصوصية مجتمعات الشتات.
هل تحقيق ذلك مستحيل؟ أبداً، كل ما يتطلبه برنامج العمل هو الإرادة والعزيمة.

ولكن:
مفتاح كل ذلك هو الإيمان بأهمية ودور الجاليات والاقتناع به والاعتقاد الراسخ بإمكانية تحقيقه وبأن الاستمرار فيما نحن فيه أمر غير وارد.
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وهذه الخطوة تبدأ بالمسؤولية الفردية على قاعدة:
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). صدق الله العظيم.

كلمة أخيرة خارج الدراسة:
- أطلب من كل من له خبرة أو يمتلك معلومات أن يبادر بإرسالها سواء بالإضافة أو التعديل أو الحذف خاصة في الدول التي لم تشملها الدراسة.
- إلى كل من يرغب بتحويل البرنامج السابق لحقيقة ملموسة على الأرض المبادرة بالاتصال بمن يعرف في مكان إقامته ومناقشة ما ورد والانطلاق بما يمكن تطبيقه وحسب الإمكانيات.
- كما أطلب من أصحاب الخبرة في مجال الشبكة الإلكترونية وإنشاء المواقع إرسال مقترحاتهم حول إمكانية بناء موقع معلوماتي عن الجاليات الفلسطينية في أوروبا وكذلك الخدمات المختلفة في الدول المضيفة ليكون همزة وصل بين أبناء الجاليات، وليتم من خلاله التنسيق والتفاعل مع النشاطات المختلفة.
- أخيراً: سيبقى ما ذكر حبراً على ورق حتى نأخذ جميعاً ودون استثناء زمام المبادرة ونحوله لفعل وعمل متواصل، وعليه أدعو الجميع للتفاعل وإبداء الرأي والنصيحة، ومن هذا المنطلق أضع نفسي وخبرتي المتواضعة في هذا المجال للمساعدة بأي شكل ومكان ممكن.
***

المراجع:
1. هنا وهناك نحو تحليل العلاقة بين الشتات الفلسطيني والمركز - د. سري حنفي - 2001.
2. نشرة العودة - العدد الخاص أيار/ مايو 2004- مركز العودة الفلسطيني.
3. التعاون الثقافي والاجتماعي الفلسطيني - وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
4. نشرة المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي.
5. نشرات مركز اللاجئين والشتات الفلسطيني (شمل).
6. نشرات مركز "بديل" للاجئين.
7. شبكة العلماء والتكنولوجيين الفلسطينيين في الشتات PALESTA
8. برنامج "عبر الحدود" - جامعة بير زيت.
9. تجارب شخصية وملاحظات من خلال الجالية الفلسطينية في بريطانيا.
10. سبر آراء لأبناء الجاليات في الدول المختلفة.
11- The Palestinian Refugee Communities in Europe; an overview، Abbas Shiblak، Associate Research Fellow، Shaml & RSC، University of Oxford.

12- Parliamentary Assembly: The situation of Palestinian refugees - Council of Europe 2003.

13- Palestinian refugees in Europe: Challenges of adaptation and identity. St. Anthony's College، University of Oxford، 6 May، 2000.

14- The Palestinians in the Federal Republic of Germany، Ralph Ghadban، Expert on Immigration، Berlin.

15-Caught Between Two Worlds; The Case of the Palestinians in Sweden، Dalal Abdul Ghani، University of Vaxjo، Sweden.

16- The Palestinians in France; the Transformation of an Exiled Community M. Hafez Yacoub، UNESCO.

17- Second Mediterranean Social and Political Research Meeting، Florence، March 21-25، 2001.

1

قناديل العنب
2010-09-16, 11:47
مشكور ابو العز

بارك الله فيك

ابوالعز
2010-09-16, 11:51
شكرا لك خيتو قناديل على المرور الرائع تحياتي

همـسه
2010-09-16, 14:10
اضافة مميزة
مشكور ابو العز على روعة مجهودك
مرحبا بعودتك
نورت

ميسا
2010-09-16, 17:29
اجمل اضافه واجمل موضوع
لك مني اجمل باقات الورد

حبي

ابوالنور
2010-09-16, 18:29
يسلمو اخي ابوالعز
لك التحية
اضافة رائعة

ياسرالاسد
2010-09-17, 12:45
مشكور ابو العز

بارك الله فيك

ابوالعز
2010-09-19, 20:43
اهلا وسهلا بكم جميعا والمنتدى امنور باصحابو على راسي والله كل الشباب وسوري على الانقطاع ظروفة معينة وانشاء الله ما ابتكرر بوجودكم

عاشقة الحياة
2010-09-26, 09:36
شكري الجزيل لك
ِ ع الطرح الرائع
الله يعطيكـ العآفيه

دمت بهذآ العطـــآء المميز

\
/

ابوالعز
2010-09-26, 12:23
شكرا لك عاشقة الحياة على مرورك الحلو امنورة والله