المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خذني ليك



ابراهيم ابومويس
2012-02-19, 00:10
~ || خُذْنِيْ إلَيْكَ ..؛





ما زالَت تخشَى المطَر ..
حيثُ المطرُ ما زالَ يُعيدُ لها ذكرياتِها التِي تحاول - جاهدةً - أن تدسَّها بين الأيَّامِ كيَ تنساهَا !
هَطلَ المطرُ وهيَ برفقَتِه ... فصَاحَت بهِ قائِلَةً :











خُذْنِيْ إلَيْكَ الآنَ ..
إِنَّ القَلْبَ يَخشَىْ مِنْ مَمَاتٍ
قَدْ تَسَاقَطَ إثْرَ قَطْرَاتِ المَطَرْ !

؛

خُذنِيْ إلَيْكَ ...
وَ لاَ تَلُمْنِي أنَّنِيْ أبْكِيْ ؛
فَطَيْفُ الرُّوح ... يُبْصِرُ
رُوْحَ سِرْدَابٍ مِنَ الآلامِ يُشْرِقُ
وَسْطَ غَيْمٍ قَدْ تَوَشَّحَ بالمَصَائِبِ والخَطَرْ !
أوْ رُوْحُ ذِكْرَى قَد تَطَاوَلَ ذِكْرُهُا ... مِنْ بَيْنِ
غَارَاتِ الغُيُوْمِ .. وَ إنَّهَا تُفْضِيْ بِقَلْبِيْ نَحْوَ أعْمَاقِ الأثَرْ !

؛

خُذْنِيْ إلَيْكَ ..
العَيْشُ أصْبَحَ فِيْ نُزُوْلٍ نَحْوَ
آفَاقِ المَقَابِر والمَوَاجِعِ والكَدَرْ !
قَدْ ذُقْتُ مِنْ حُزْنِيْ وَ دَمْعِيْ مَا يَفُوْقُ البَحْرَ عُمْقًا !
- يَا لِقَلْبِيْ - ...
كَمْ تَحمَّلَ مِنْ دُمُوْعِ الوَهْنِ ؛
خوفٌ قَدْ تَعَلَّىْ مَيِّتَ الأحزَانِ جُوْرًا حِيْنَ يَغْشَاهُ السَّهَرْ ؛
هَلْ أنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَ خَوْفِيْ ؟
وَسْطَ جَأشٍ قَدْ تَعَوَّدَ أنْ يَعِيْشَ الوَهْمَ صُبْحًا ...
ثُمَّ يأوِيْ - فِيْ ظَلاَمِ الكَوْنِ لَيْلاً - نَحْوَ قَارِعَةِ الضَّجَرْ !

؛

خُذنِيْ إلَيْكَ ..
اليَأْسُ يَكْبُرُ فِيْ طُمُوْحِيْ كلَّمَا وَاجَهْتُ - يَوْمًا - قَدْ تَحلَّى بِالوَطَرْ !
خُذنِي لِقُرْبِكَ وَافْتَحِ الأبْوَابَ ...
دَعْنِيْ ألْجِئُ القَلْبَ - المُكَبَّلَ بِالمآسِيْ - فِيْ ربَى أحضَانِ رُوحِكَ ...
لَيْتَ حُزْنِي مِنْ وِصَالِ القَلْبِ يَضْجَرُ ..
ثُمَّ أسْعَدُ بالأمَانِيْ والأغَانِيْ والدُّرَرْ ؛
إنّي تَعِبْتُ مِنَ الهُروبِ ..
فَهَلْ تُطِيْقُ الآنَ يَا خِلِّيْ حِمَايَةَ مَا تَبَقَّى مِنْ حيَاتِي .. والعُذَرْ ؟
آهٍ وَ آهٍ ..
هَلْ تُراها تَعْلَمُ الأحْدَاقُ أنَّ العَيْنَ أمْسَتْ ...
مَا تُهِلُّ الدَّمْعَ تَخْشَى أنْ يَكُوْنَ الدَّمْعُ شَيْئًا مِنْ مَطَرْ !

؛

خُذنِي إلَيْكَ ..
المَوْتُ يَحْرِثُ فِيْ جَنَانِيْ
نَزْرَ أعْشَابٍ تُغِيْرُ السَّعْدَ ظُلْمًا حِيْنَ ...
تَنْمُو وَسْطَ أيَّامٍ ... ألِفْتُ الأنْسَ فِيْهَا دُوْنَ شَكْوَى بَيْنَ قَلْبِي والقَدَرْ !
تَتَعَنْقُدُ الأعْشَابِ تُوحِيْ أنَّ عَيْشِيْ قَدْ تَقَدَّمَ
- دُوْنَ سَعْيِيْ - ...
نَحْوَ أعْوَامٍ تُكَشِّرُ عَنْ سِيَاطِ الغمِّ تُرْعِبُ كُلَّ قَلْبٍ قَدْ حَضَرْ !
وَ كَأنَّ شَمْسَ السَّعْدِ غَابَتْ ..
كَيْ تَكُوْنَ النَّفسُ قَفْرًا مِنْ حُضُوْرِ الأنْسِ صُبْحًا ..
كَيْ تَكُوْنَ النَّفسُ دَارًا مِنْ سِرَرْ ؛

؛

خُذنِي إليْكَ ..
وَ غَنِّ فِيْ أعْمَاقِ قَلْبِي " لاَ تَخَافِيْ ... إنّنِيْ بَالقُرْبِ ؛
لاَ تَخْشَيْ ظَلاَمًا ..
قَدْ تَبَدَّىْ إثْرَ زَوْبَعَةِ الرُّعُوْدِ يَجُوْدُ قَطْرًا قَدْ يُسَمَّىْ بِالمَطَرْ " !
أرْجُوْكَ ... ضُمَّ القَلْبَ ؛
وَاعزِفْ لَحْنَ أفْرَاحٍ يُعِيْدُ البَدْرَ مِنْ وَحْيِ المآتِمِ ..
يَنْشُرُ الأنْسَ المُكبَّلَ فِيْ حَيَاتِيْ ..
يُوْهِنُ الأغلالَ عَنِّيْ ..
يَبْعَثُ الأيَّامَ جُوْدًا فِيْ مدَارَاتِ القَمَرْ ؛

؛

خُذْنِيْ إلَيْكَ ..
وَلاَ تَسَلْنِيْ - يَا مَلاذِيْ - مَا الخَبَرْ ؟

؛

ابوالنور
2012-02-19, 01:34
اخي ابراهيم

خدني معك ولاتلمني


خدني معك ولاتخشى المطر

خدني معك
ولاتخشى العواصف


ابراهيم اخدتنا الى عالم الرقي ولابداع

ارق واسمى تحياتي


ابوالنور

ابو يمان
2012-02-22, 20:28
رائع جدا واكثر من رائع
كلماتك تلامس القلوب
احترامي وتقديري

لُـجين
2012-03-06, 20:06
ما شاء الله عليك ،، أبدعت ،،
احساس راقي وتصوير وتعبير ولا أروع !