المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة كفكف دموعك للشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان



jehad.h
2012-03-31, 16:27
كفكف دموعك,فليس ينفعك البكاء ولا العويلُ!

و انهض ولا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسولُ

و اسلك بهمّتك السّبيل,ولا تقل كيف السبيل؟

ما ضلّ ذو أملٍ سعى يوماً وحكمته الدليلُ

كلا ولا خاب امرؤٌ يوماً ومقصده نبيــــلُ

* ** *
أفنيتَ يا مسكينُ عمركَ بالتأوّه والحزنْ

وقعدتَ مكتوف اليدين تقول:حاربني الزَّمنْ

مـــا لم تقمْ بالعبءِ أنتَ فمن يقوم به إذن؟!

* ** *
كمْ قلتَ(أمراضُ البلاد) ، وأنت من أمراضها

و الشّؤم علَّتُها، فهل فتَّــشت عــن أعراضها؟!

يا من حملتَ الفأسَ تهدمـها علـى أنقاضها

اقعد فما أنت الذي يسـعى إلى إنهاضــها

و انظر بعينيك الذئاب تعبُّ في أحواضــــها!

* ** *

وطنٌ يباع ويشترى وتصيح:فليحيى الوطنْ

لو كنت تبغي خيرهُ لبذلت من دمكَ الثمــنْ

و لقمتَ تضمد جرحهُ لو كنت من أهل الفطـنْ

* *** *
أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة والسّــــليقـهْ

مثل الغراب ، نعى الديار و أسمع الدنيا نعيقهْ

تلك الحقيقةُ ، و المريض القلب تجرحه الحقيقهْ

أملٌ يلوح بريقُــهُ فاستهدِ يا هذا بريقَـــــهْ

ما ضاق عيشُكَ لو سعيتَ له، ولو لم تشكُ ضيقَهْ

* *** *
لكن توهّمت السَّقامَ ، فاسقمَ الوهمُ البـدنْ

وظنتَ أنّك قد وهنتَ فدبَّ في العظم الوهنْ

و المرء يرهبهُ الرَّدى ما دام ينظر للكفـنْ

اللهَ ثمَّ اللهَ ما أحلى التَّضامن والوفاقا !

بوركت مؤتمراً تألّف لا نزاع ولا شقاقا

كم من فؤادٍ راق فيـهِ ، ولم يكن من قبلُ راقا

اليوم يشرب موطنـــي كأس الهناء لكم دهاقا

لا تعبأوا بمشاغبـــينَ ترون أوجههم صفاقا

* *** *
لا بدَّ مــن فئـــةٍ -أُجِلْكمُ – تلذُّ لــها الفتـــنْ

تلك النفوس من الطفولة أرضعت ذاك اللبـــــنْ

نشأت على حبِّ الخصام،وبات يرعاها الضَّغَنْ

* *** *
لا تحفــلوا بالمرجفيــن فإنَّ مطلبــهم حقيـــرُ

حبُّ الظّهور على ظهور النَّاس منشـــأه الغرورُ

ما لم يكن فضلٌ يزينك فالظّهور هــو الفجــورُ

سيروأ بعون اللهِ ,أنتمْ ذلــكَ الأمــلُ الكبيــــرُ

سيروا فقد صفت الصُّدورُ، تباركت تلك الصُّدورُ!

* *** *
ســـيروا فسـنَّتكم لبلادكم خيــْـرُ السُّـــننْ

شــدُّوا المـودَّة والتآلـف والتَّفـاؤلَ فـي قَرَنْ

لاخوف إنْ قام البناءُ على الفضيلة وارتكنْ

* *** *
حيِّ الشَّباب وقل سلاماً إنَّكم أملُ الغدِ

صحَّـتْ عزائمـكمْ علـى دفع الأثيـم المعتدي

و اللهُ مدَّ لكـــم يداً تعلو على أقوى يدِ

وطني أزفّ لك الشَّبابَ كأنـّهُ الزَّهرُ النَّدي

لا بدُّ مـن ثمرٍ لـه يوماً وإنْ لم يعقدِِ

* *** *
ريحانهُ العلمُ الصَّحيحُ، و روحهُ الخلقُ الحسنْ

وطني, وان القلبَ يا وطني بحبِّكَ مرتهـنْ

لا يـطمئنُّ فـإنْ ظــفرْتَ بما يريـــدُ لـــكَ اطمأنْ

أ. فارس
2012-03-31, 18:21
متميزه في طرح مواضيعك
جدا رائعه

نرجس الشمال
2012-04-03, 22:15
جزاك الله كل خير
قصيده جميله

نسمه برقان
2012-04-06, 12:37
اختيار موفق لقصيدة من شاعر كبير
كانوا يعيش بيننا

ايمن الفلوجي
2012-04-07, 13:33
مشكوووور