جنون الأفراح في فلسطين
عبدالستار قاسم الحياة - 30/07/08//
بالتأكيد يجب فتح المجال دائماً للأفراح حتى في أحلك الظروف. الناس ليسوا آلات يسيرون على وتيرة واحدة ونمط سلوكي واحد. الأفراح تريح النفس والقلب وتجدد النشاط، ومن المهم أمام المخطط السياسي والاجتماعي وعي هذه المسألة، ووضع البرامج من أجل الوفاء باحتياجات الناس حتى يبقى الشعب متحفزاً وقادراً على العطاء والإنتاج. للأفراح وأوقات الترفيه هدف واضح له علاقة بالصحة النفسية للناس وباستمرار عطائهم.
لكن الأفراح في فلسطين تأخذ بعداً آخر الآن. طبعا فلسطين المحتلة في 1948 دخلت نفقاً مظلماً في هذا المجال منذ زمن بعيد، فالناس هناك يمارسون أفراحهم بخاصة الأعراس بطريقة مبتذلة ورخيصة وجنونية. إنهم يبالغون جداً في الأفراح وينفقون أموالاً طائلة، ويتسولون أيضاً كثيراً من خلال ما يسمى بالنقوط لتغطية التكاليف الباهظة. الناس في فلسطين المحتلة ينشغلون أشهراً كل عام بالنقوط، ورب البيت يشغل باله دائماً بالمبالغ المترتبة عليه كسداد للذين نقطوا ابنه أو ابنته يوم عرسه (أو نجاحه). نسي الناس أنهم تحت احتلال ومهانة، وانشغلوا بأمور تجعل ورطتهم أشد وحياتهم أكثر صعوبة، وترهنهم للبنوك.
في فلسطين المحتلة 1967، من الصعب أن يجد المرء وقتاً لنفسه إذا أراد تلبية كل دعوات الأفراح، وأن يقوم بكل متطلبات المباركات الخاصة بالتخرج من الجامعة أو النجاح في المدرسة.
بطاقات الدعوات تنهال عليك مثل رش المطر، والمعاتبات حول التقصير لا تتوقف. يراك أحدهم فيعاتبك أنك لم تدعه إلى الفرح، أما آخر فيعاتبك إن لم تلب الدعوة، فيما آخرون يسجلون الحضور، ويدونون مبلغ النقوط لكل شخص وذلك من أجل السداد في المستقبل أو التملص إن أمكن.
الناس يكثرون والمناسبات كثيرة، ويبدو ان الناس يفرغون أزماتهم في مثل هذه الأمور، والبعض مسرور جداً بهذا التلهي المقيت[k,k hgHtvhp td tgs'dk