كتب الأستاذ الكاتب والأديب مفيد صيداوي " ابن الخطاف" مقالة بعنوان الشيخ سعيد الكرمي ( 1852- 1935) نشرت في الصفحة 13 من العدد رقم 25/237 لجريدة الاتحاد الصادر يوم الثلاثاء 27 شباط سنة 1996... أرشيف م. سليم هاني الكرمي
شعراء فلسطينيون:
الشيخ سعيد الكرمي
( 1852- 1935)
بقلم ابن الخطاف

حياته:
طولكرم بفلسطين، مسقط راس شاعرنا في العام 1852 م، وقيل ان عائلته تحدرت من عرب اليمن الذين اتوا مع جيش فتوحات عمرو بن العاص. وكان عمرو بن العاص بعد ان فتح مصر قسم أراضيها على الفاتحين. وكان لأسرة الكرمي التي عرفت ببيت "الدمّار" نصيب من أراضي منطقه الشرقية في مصر.

ولكن أحد اجداد الاسرة (عندما اعتلى محمد علي باشا السلطة في مصر) نزح الى فلسطين اما لضيق في العيش، او هربا من الضرائب التي فرضها محمد علي باشا.

ولكن كما أسلفنا فان شاعرنا فلسطيني المولد، وحمل نسبه لطولكرم وانجبت اسرته مجموعة من ذوي القلم والشعر بينهم أحد احفاده الشاعر المعروف بأبي سلمى (عبد الكريم الكرمي) والذي ترجمنا له في سنوات سابقة في " الاتحاد للطالب ".
انتقل سعيد الكرمي الى الازهر، وهناك حضر دروس الشيخ جمال الدين الافغاني. واتصل بالشيخ الامام محمد عبده ودارت بينهما مراسلات تنم على التقدير والود بينهما. ‏

وبعد حصوله على شهادة العالمية من الازهر عين مفتشا في قضاء بني صعب (قضاء طولكرم ومنها مدينتا الطيرة والطيبة اليوم والمعروفتان بطيرة بني صعب وطيبة بني صعب).



ثم أصبح مفتيا لهذا القضاء.

عندما وزعت منشورات في دمشق تدعو لانتفاضة ضد الحكم التركي العثماني اعتقل الشيخ سعيد الكرمي بتهمة التحريض، وحوكم في 21 اب 1915 وصدر ضده قرار الحكم المؤبد، لتقدمه في السن في حين حكم على تسعة من زملائه بالإعدام.

وبعد عامين وسبعة أشهر من السجن صدر عنه وعن أحد زملائه عفو وعاد الى الحياة العادية.

في عام 1919 كان عضوا في المجمع العلمي العربي. وعاش في عمان مدة طويلة يشغل منصب قاضي القضاة حتى عام 1926 ثم عاد الى مسقط راسه طولكرم حيث توفي عام 1935م.

شعره ونماذج منه:

في شعره حذا حذو الشعراء في الجاهلية وصدر الاسلام من حيث اتباع الاوزان الشعرية. وكذلك الصور والالفاظ. وقال مستنكرا سجنه وحكمه المؤبد:

ظلموا والله فيما حكموا ----- حين ألقوني بسجن أبدى
كذبوا والله فيما زعموا -----ليس في العالم شيء سرمدي
ويلهم اذ انهم ما علموا -----‏ ان مولاي غدا معتمدي
وهو لا يبغي لظلم مظهرا----- ويفاجئ اهله بالنوب
وترى الحال سريعا غيرا -----من عناء لصفاء محب
وله شعر ضد جمال السفاح العثماني يقول فيه:
إلى مــتـى يـا جـمـالُ -----يــدوم مــنـك الضـلال
قــتــل ونــفــيٌ ونـهـب ----- لا يــعــتــريـك مـلال
حـتـى على العجم حلَّت ----- مــن جــورك الأهــوال
جــلبــت للعــرب شــراً ----- يـضـيـق عـنـه المـقال
وزاد فـي الطـين بلاَّ ----- أعـــوانـــك الانــذال
وفــي فــعـالك فـيـنـا ----- ســتــضــرب الأمــثــال
كــم شــتـت مـن عـيـال ----- ويـــتـــمـــت أطـــفــال
فـــمـــا دعــاك لهــذا ----- إلا الخـنـا والخبال
آثاره
بسبب انشغاله بالسياسة رغم دوره العلمي، فقد صدرت له رسالة في التصّوف بعنوان «واضح البرهان في الردٌ على اهل البهتان».

واشعاره لم تجمع في مجموعة خاصة حتى الان وهي موزعة في مجلات علمية قديمة وفي كتابات كتبت عنه.

للمطالعة والمراجعة

مجلات: ظ، -د. عدنان الخطيب -مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق. عدد خاص بمناسبة مرور خمسين عاما على المجمع، كانون الثاني 1969 (مقالة خاصة عن الشيخ سعيد الكرمي).
2 -يعقوب العودات (البدوي الملثم) -من اعلام الفكر والادب في فلسطين ط 2/1992 اصدار دار الاسراء، القدس الشريف.
3 -د. كامل الشوانيري -الادب العربي المعاصر في فلسطين، مكتبة الدراسات الادبية. دار المعارف بمصر. 1979، القاهرة.

(عرعرة)


hgado sud] hg;vld ( 1852- 1935) frgl hfk hgo'ht >>> Hvadt l> sgdl ihkd hg;vld