إن تهيئة الفتاة للزوج ليس بالأمر السهل ، وفي الوقت ذاته لا ينبغي التعامل مع هذا الحدث الهام في حياتها كحدث طارى ، والميل إلى الاهتمام السطحي بالمظهر العام خطأ شائع ترتكبه الأمهات بلا علم أو دراية . فالزواج بحاجة إلى إعداد منهج متكامل تستفيد منه العروس مدى الحياة . وهذا المنهج يتم إعداده من قبل الأم والفتاة المقبلة على الزواج ، بالإضافة إلى مستشارة زوجية تستطيع توجيهها إلى أفضل الحلول
في أسوأ المواقف . مع الأخذ بعين الاعتبار أن للتنشئة الأسرية دوراً كبيراً في تشكيل شخصية الفتاة وسلوكياتها ، وبحسب ذلك تكون درجة القبول والرفض لمادة زوجية أسرية لابد أن تفهم تفاصيلها شاءت ذلك أم أبت .
عريس وعروسة !
حين تتقارب الساعات محتشدة أمام باب اللحظة التي تصبح فيها تلك الفتاة أو هذا الشاب زوجين يجتمعان تحت سقف واحد ، فإن أهم الأفكار الطارئة إلى خيال كل منهما نتمحور حول اللقاء الأول على فراش الزوجية بكل تفاصيله الجميلة أو المؤلمة .. إن الغريزة هي وحدها من تتحدث عندها ، وأما صوت العقل والحكمة فليس له مكان هنا ... قد يكون الحب ، وقد تكون الرغبة ، وقد تكون الغرابة والدهشة ... فالمهم أن هذا المشهد الجديد لم يسبق لأحدهما أن رآه !
الحواس وحدها من تتحدث ، وسكون العقل يهيمن على كل شيء ، وهناك عروس ليس لديها أدنى فكرة عن حجم المسؤولية التي تنتظرها أمام هذا الباب المغلق . وما نريده هنا هو فتح هذا الباب ومساعدة العروس على معرفة أهم المبادئ التي يجب أن تتمسك بها ، والنصائح التي ينبغي أن تستفيد منها ، لتبدأ مع شريكها حياة زوجية سعيدة وآمنة وخالية من المنغصات .. الآن - عزيزتي العروس - تأملي جيداً ما تقرئين ، واحرصي على ألاّ تخرجي إلا بفائدة .
مبادئ أساسية
رفوف المكاتب وحتى أرصفة الشوارع تعج بكتب كثيرة تتحدث عن الحياة الزوجية من زوايا مختلفة ، فلا تظني أنك تستطيعين تطبيق كل ما تقرئين على حياتك الزوجية في واقعها العملي . زوجك ذو شخصية وطبائع فطرية ليست مفصلة وفق مقاييس تحددها تلك الكتب أو الكتيبات التجارية . نستطيع أن نطبق كل ما يأتي به الكاتب أو الكاتبة بعناية شديدة ، وسيكون الأمر على ما يرام ، لكن هذا يحدث فقط مع كتب الطهي وإعداد أصناف الحلوى ، أما الزواج فهو شيء آخر، ولاتستطيع كتب الدنيا بأسرها أن تعلمك كيف تتعاملين وتتفاعلين مع زوجك ، هناك مبادئ أساسية يجب أن تتوفر لديك قبل أن يتوفر لديك المال لشراء مثل هذه الكتب . وهذه المبادئ نـوجــزها لكِ فيما يلي :
الهدوء .. ثم الهدوء
يكره الزوج العصبية والمتسرعة في إصدار الأحكام ، سواء عليه ، أو على أحد سواه، و بمجرد أن تكوني عصبية وحادة المزاج ، تأكدي أنك ستجنين الكثير من المتاعب .. تريثي .. أنصتي .. كوني مستمعة جيدة ، ودعيه يضع الحقيقة بين يديك دون أي ضغوط ، واسألي نفسك قبل أن تستخدمي لسانك وحنقك غير المبرر : هل يستحق الأمر كل هذا العناء ؟!
التقدير والاحترام
يحتاج الزوج باستمرار إلى الحب ، لكنه بحاجة أكثر لامرأة تحترمه وتقدره ، وهذا الأمر يتحقق وفق كثير من الصور، منها عدم احتقار مهنته ، أو السخرية من إنجازاته مهما كانت صغيرة ، أو إنكار أفكاره واقتراحاته أمام الأهل أو الأصدقاء، أو إبداء الانزعاج من مشاكله العملية أو الخاصة أياً كان نوعها .
الكتمان
الزوجة الصالحة أفضل متاع الدنيا .. هذه مقولة شرعية وصحيحة ، ومن صفات الزوجة الصالحة الكتمان ، أو الحرص على عدم إفشاء الأسرار الخاصة بها وبزوجها ، والذي نقصده ليس فقط تلك الأسرار الخاصة بحجرات النوم والعلاقة الحميمية ، وإنما كل ما يحدث خلف جدران منزلك هي أسرار لابد أن تحرصي على عدم تسريبها .. لا داعي أن تعلم والدتك مثلاً شيئاً عن ميزانية منزلك ، وليس من الضروري أن تشكي لحماتك تأخر زوجك عن الحضور إلى المنزل مساء ... كل هذا سيعود على حياتك الزوجية بالمشاكل ، وسيمنح الأخرين فرصة للتدخل في شؤونك الخاصة ، وهذا أمر يكرهه الرجل لدرجة قد لا تستطيعين تصورها .
الثقة .. العهد المقدس
أجمل ما يمكن أن يجمع بين الزوجين الثقة المتبادلة والمسؤولة والراقية .. إنها العهد المقدس الذي لم يكتب على أوراق العقد الشرعي ، لكنها أثمن من أن تُقدرها ذمم القضاة أو أولياء الأمور ، لأن الثقة المتبادلة بين الزوجين هي الأساس الذي تُبنى عليه مجموعة أخرى من القيم السلوكية ، كالصدق ، والوفاء ، والمروءة ... امنحي زوجك الثقة التي لا يعقبها شك ، وكوني صادقة في كل ما تقولين له وما تفعلين في وجوده ، أو أثناء غيابه .. الصدق يولد الثقة ، والعكس أيضاً صحيح .
النظافة والأناقة وحسن التَّبَعُّل
ما من شيء يجذب الرجل إلى البقاء في البيت مثل رائحة زكية ومتكأ وثير ووجه وضَّاء باسم وألوان مبهجة تسر الناظر إليها ، وتثير في نفسه مكامن الوصل والوله ،بالإضافة إلى أطفال أنيقين ، و أثاث نظيف ، و زوجة ذكية في استغلال الفرص العاطفية ، لتمنح الرجل منها كل شيء جميل .. تعلَّمي هذه الفنون ، فإن أسوأ ما يمكن أن تقدميه للرجل : منزل قذر ، وأطفال غير مهذبين ، ورائحة منفرة ... ابتعدي عن هذا ، فقد يهتز عرشك الزوجي لأجله .
الاقتصاد وعدم التبذير
المرأة الذكية تجعل من يديها ميزاناً تستطيع عبره أن تصنع العدل في كل ما تملك .. لذا فالميزانية المدروسة من الأولويات التي يجب على الأم تعليمها لابنتها ، فعن طريق ميزانية جيدة يستطيع الزوجان توفير مبلغ لتحسين معيشتهما أو شراء أرض وبناء منزل ، إذ لابد من التوفير على أي حال ، مع عدم الإهمال في الصحة أو المظهر اللائق ، والمهم هو إخراج التبذير من القائمة خروجاً نهائياً .
نصائح : حتى لا تُرد إليك بضاعتك أيتها الأم !
لا أحد مثلك يستطيع أن يستشف نقاط ضعف ابنتك ، فحاولي أن تركزي على نقاط الضعف تلك قبل الزفاف بفترة طويلة ، لابد من إجراء فحوصات ما قبل الزواج ، بالإضافة إلى (تشييك ) كامل على صحة الفتاة ، و إذا كانت تشكو من أي مرض قد ينفر منها شريكها ، فاحرصي على أن تتخلص منه ، أو على الأقل تسيطر عليه .
لا تتهاوني في تعليمها قواعد الطهي والنظافة والأناقة .. حاولي تقويم سلوكياتها المعوجة ، فقد بقيت أمامك عمراً، ووحدك من يستطيع أن يعلم مميزاتها وعيوبها .. إنها بضاعتك ، فاحرصي أن تكون سليمة وخالية من العيوب وفي أجمل حالاتها حتى لا ترد إليك بضاعتك ! كوني عوناً لها ، فالطريق أمامها طويل ، ولك أن تتخيلي ذلك العناء الذي مررتِ به ، وأصبحت ابنتك على وشك المرور به من جديد .
همسات في أذن العروس
•تمسَّكي بقاعدة الراءات الثلاثة :
أي لقاء حميمي لا يمكن أن ينجح إلاَّ بتوفر ثلاثة شروط أساسية :
1- رغبة كاملة من الطرفين .
2- رائحة زكية (تشمل الجسد كاملاً خاصة الفم والمناطق الحميمية ، رائحة الثياب الخاصة باللقاء الزوجي ، رائحة المكان ) .
3- رائحة ، إذ لا يمكن للقاء الزوجي أن يكون مشبعاً للطرفين في وجود منغصات .
•زوري طبيبة نساء ، واسألي عن كل شيء غامض بالنسبة لك ، واسأليها عن كيفية التفاعل مع الشريك .
3ـ حافظي على لياقتك البدنية ، فالمتعة الزوجية تصبح أكبر حين يكون جسدك مصقولاً وفاتناً .
4ـ احيطي زوجك بالرعاية ، واحفظيه في غيابه ، فأنت منذ هذه اللحظة أم صغيرة لطفل كبير .
5ـ أنت شريكة لهذا الرجل في كل شيء ، فلا تفكري بطريقة فردية .
6ـ أهله هم أهلك ، وإذا وجدت ما يُسيئ فابعدي عن الشر وغني له .