مدينة جنين هي احدى المدن الفلسطينية شمالا , ضمن ما يعرف بمنطقة المثلث , وتقع على بعد حوالي 75 كم الى الشمال من مدينة القدس , في منطقة كانت تسمى مدينة عين جنيم والتي تعني بالكنعانية عين الجنائن , نسبة الى الجنائن التي تحيط بها.
وذكرت مدينة عين جنيم في التوراة على أنها إحدى المدن التي سكنها اللاويون المنتمين لقبيلة إسحقكر , والذين قاموا بدورهم بتغيير سمها إلى جنّت, وذلك بعد بضع سنوات من استقرارهم بها , وفي كتابات أخرى يرمز إلى المدينة باسم جيني.
توفرت منطقة جنين على المظاهر الطبيعية اللازمة لأي استقرار بشري، ففيها الماء والسهل والجبل والأودية والكهوف، وبالتالي وفر هذا الموقع الماء والغذاء والمأوى والطريق , وعليه فليس من المستغرب أن يكون الإنسان الأول قد أقام في هذا الموقع ولا سيما أنه قد تم اكتشاف بقايا الإنسان الأول في جبل الكرمل القريب من جنين.
وفي نفس الوقت ليس هناك ما يحول دون انتقال ذلك الإنسان من جبل الكرمل إلى جنين. وقبل الميلاد بقرون عديدة كانت مدن ببيسان ومجدو ودوثان، وحتى تقوم بين هذه المدن علاقات تجارية كان لا بد من وجود موقع وسطي يقوم بتقديم الخدمات للقوافل التجارية، وأنسب موقع لمثل هذا هو موقع مدينة جنين التي تتوسط المثلث الذي شكله مواقع تلك المدن , ويعزز هذا الرأي ورود اسم المدينة في النصوص المصرية القديمة وفي الوثائق البابلية والآشورية, وقد ورد اسم المدينة في التوراة باسم عين جنيم أي عين الجنات لكثرة مياهها وبساتينها، وكانت تعرف ايضا باسم باب السامرة (سبسطية الحالية) لأنها تقع عند بداية الوادي الذي يصل بين مرج ابن عامر وجبال السامرة. ونظراً لعدم حصانة موقع عين جانيم أنشأت في ذلك الوقت "مدينة بلعام" (بلعمة حالياً) التي تقع جنوب جنين ومشرفة على طريق السامرة. والمعروف أن جنين الحالية تقوم على المنطقة التي كانت تقوم عليها مدينة "عين جانيم" العربية الكنعانية.


