نشر احد المواطنين تسجيلا مصورا ,, يظهر فيه ما يبدو انهم طلاب مدرسة في المرحلة المتوسطة او اقل , حيث كان المنظر يدعوا للشفقة والاسف والقرف معا ...
وقد ظهر في الفيديو المصور احد الطلاب يعتلي حاوية النفايات , واقفا وسطها مضطرا محاولا افراغ برميل يفوقه حجما ووزنا في حاوية النفايات ... وكان يعاونه في ذلك احد زملائه , دون وجود مرافق لهم او رقيب .
وبسؤالهم اقروا انهم انما يقومون بذلك بناء على طلب من مدير مدرستهم بحسب ادعائهم ...
المشهد حتى الان حصل كثيرا و يحصل ,, فهذا الخطأ الفردي قد يقع به اي منا ,, وربما ان هؤلاء الطلبة ما قاموا بذلك الا بناء على طلب من آذن المدرسة او بناء على قرارهم الخاص .
نعم فخروج الطلاب خارج اسوار المدرسة خلال ساعات الدوام دون عمل رسمي هو امر مخالف للتعليمات والقوانين والنظم الادارية الخاصة بوزارة التربية والتعليم .
كما ان قيام الطلاب بهذا العمل الغير منوط بهم القيام به , هو ايضا مخالف للتعليمات الادارية والاخلاقية .
وفوق كل ذلك ، فهو يخالف القوانين والانظمة التي تمنع تكليفهم باعمال فوق قدراتهم او اشغال قد تتسبب باضرار جسدية او نفسيه لهم .
وبنظرة جلية الى ما ظهر في هذا المشهد ، فانه يبدو واضحا ان الطلبة قاموا بعمل فوق قدرتهم , وكانو لوحدهم دون مرافق او مراقب , كما ان ميدان ذلك خارج اسوار المدرسة ووقته خلال ساعات الدوام الرسمي ..
وهذا الخطأ الجسيم لا يحتاج الى توضيح او تبيان , فايا كان مستوى الوعي لدى المرء , فحري ببعض القيم التي يحملها ان تبين له جسامة وفظاعة هذا العمل وعدم قانونيته , وافتقاره لادنى معايير الاخلاق والانسانية , وهو صورة تعبر تماما عن اللامسؤولية والفوضوية في الأداء .
هذا الخطأ الفردي لم يكن ليثير انتباهي بمقدار ما اثارته الاعداد المهولة من التعليقات من جمهور المعلمين , الذين دافعوا عن هذا الفعل الفردي اللاسوي ، واعتبروه في اطار التربية والتدريب , حتى وصل الامر بادعاء بعضهم ان ذلك جاء في اطار غرس روح المبادرة لخدمة المجتمع ،واكاد اقسم جازما ان هؤلاء المدعين ، هم ذاتهم لن يسمحوا لاولادهم بالخروج الى الشارع المقابل لمنزلهم في حيهم الخاص لتنظيفه ، بهدف غرس هذه (القيمة) دون رقيب معهم او حسيب .
هذا التناقض بين الشعارات التي نطلب من الاخرين القيام بها ، في الوقت الذي لا نطبقها نحن فعلا ، ولا نقبلها لاحبتنا , وهذا التبرير للخطأ البين , يكشف لنا عدمية الرؤية و ضحالة الاداء و والاستخفاف بالمهمة الموكلة على عاتق المربي .
لقد كان الخطأ فرديا تماما , ولكنه اصبح جريمة كاملة الاركان ,بدفاع الكثيرين ممن كان يؤتمل منهم الرقي والترفع عن الدونية في بعض الالفاظ التي لا تليق بمن يفترض انهم من ورثة الانبياء , والتبرير لخطأ لا لبس فيه والتبعية العمياء على الحق والباطل , جريمة ضحيتها اولادنا , وادواتها جهل الكثيرين بالادوات التي عليهم استخدامها , وعدم التزامهم بالتعليمات والانظمة والقوانين وحدود الصلاحيات ومجالاتها , وتكريس الفوضى والارتجالية والاستخفاف بآدمية الضعيف وعدم الاكتراث بالامانة التي يجب ان يعامل بها كل واحد من هؤلاء برحمة وحرص يفوق ما يعامل به الابن من أبيه .
اذا كانت هذه العينة من المستنفرين دفاعا عن الخطأ الجسيم تمثل الصورة العامة لجمهور المعلمين ... فعلى الجيل القادم السلام .