حين يلتقي الجمال مع الاهمال فانت في اريحا
قبل ايام وانا اتابع نشرة الاخبار شاهدت تقريرا للصحفي معين شديد عن مغارة جميلة في بيت ليد في شمال الضفة الغربية
حيث ناشد الصحفي - المراسل للفضائية الفلسطينية - الجهات المسؤولة للاهتمام بهذا الموقع الذي يعتبر تحفة شكلتها الطبيعة مع مرور الزمن لتجعل منها مكانا اشبه ما يكون لكونه معلما تاريخيا طبيعيا لا يقل اهمية عن كثير من المواقع السياحية بالعالم الا انه يعاني من الاهمال الى درجة النسيان
.. لم يذهلني كثيرا ما ذكر في التقرير عن جمال الموقع وبهائه ولا عن تاريخه وعراقته خصوصا اننا نعلم ان فلسطين مليئة بما حباها الله من مناظر طبيعية واماكن تاريخية وحضارات توالت هنا وهناك , الا ان الذي ادهشني ان المكان لم يعره احد انتباها ولا سلطت عليه الاضواء الا بعد ان بدا المستوطنون الغزاة بالتوافد عليه وزيارته بغرض السياحة والتمتع بمنظره والاستطباب بميتاهه المعدنية التي يعتقدون انها تعالج الكثير من الامراض
وكما هي عادتنا وللاسف نبني سلوكنا على ردات افعال ونفتقد دائما الى المبادرة والسبق كما حصل في استكشاف الغاز في البحر المتوسط حينما بادر الاحتلال للبحث عنه في اعماق البحار لسرقة ما حباه الله , لينتبه لبنان وبعد فوات الاوان للاسف ان له في هذا البحر حق وان ما جرى انما جرى قبالة سواحله ومياهه الاقليمية
ومنذ ايام كنت في زيارة لبعض معالم اريحا السياحية - ونحن حينما نقول اريحا نتذكر ارض القمر بجمالها واماكنها الخلابه من اودية وتلال واماكن تاريخية ودينية وتراثية لا تعد ولا تحصى .. لدرجة انه لو كان المكان في اي بلد اخر في العالم لارتاده الملايين سنويا ,الا انه وللاسف نجد انفسنا كصاحب الشاة التي يريد منها الحليب دون ان يقدم لها الطعام .. فتجد ان دخولك لاي من هذه الامكنة يلزمك دفع رسوم لزيارتها ولا اعتراض ولكن السؤال هنا .. اي خدمة تم تقديمها لاي من هذه الامكنة للحفاظ عليها وتسهيل الوصول اليها وايجاد البنى التحتية من اماكن ترفيهية او اماكن للاستراحة كالمطاعم والمتنزهات والحمامات العامة ... بل وادنى من ذلك حتى بالحفاظ على نظافة المكان والطرق المؤدية اليه
ولكن للاسف لم يحصل اي من هذا ولا ذاك فعلى سبيل المثال تجد قصر هشام بغاية الاهمال فلا سوار تحميه ولا مقاعد او استراحة في محيطه ولا حتى مياه للشرب ولا نظافة في المحيط كانما انت داخل في ارض خراب تفتقر لاي معنى من معاني الحياة سوى موظفة وحيدة تستقبلك عند الباب تطلب منك بما يعادل ثلاث دولارات لتسمح لك بالدخول
ففي الطريق الى واد القلط , ذاك الواد الجميل بانحناءاته وحوافه الحادة ,المليء بالكهوف والاديرة التاريخية , والذي تمر عبره قناة مائية تزيد على جماله جمال فلا تجد من يعتني به ولا من يوفر فيه اي وسيله من وسائل الراحة .. فيكاد المكان ان يكون مقطوعا ممنوعا لا علاقة لاي من البشر به الا بما يضره ويفقده جماليته
فالطريق اليه من اريحا يبدا ضيقا محاطا باكوام من القمامة والطمم الذي يجعلك تشعر وكانك تمر وسط مجمع للقاذورات حتى تصعد للمكان بلا اشارات توجيهية ولا ادلة سياحة ولا مكان للجلوس .. واذا ما حصل لك سوء فلا بد انك هالك ولا منقذ لك من دون الله من احد
بعض الصور التقطها من المكان
pdk dgjrd hg[lhg lu hghilhg thkj td hvdph
