
الرباط ـ ‘القدس العربي’: قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إنّ التعدّدية في المغربِ أصبحت تتوسّع، بعد وصول دياناتٍ جديدة، ولغات وثقافات وعادات إلى المغرب، مع توافد آلاف المهاجرين عليه، وأغلبهم قادم من دول جنوب الصحراء.وأضاف اليزمي، في ندوة ‘تعزيز ثقافة التنوع وحقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام’ نظمها المجلس مع معهد التنوع الإعلامي، أنّ المجتمع المغربيّ أصبح ككلّ المجتمعات العصرية، التي شهدت توافدَ المهاجرين، وأنّ الهجرة تخلقُ مشاكل، لا بدّ من معالجتها.واعتبر اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان (حكومي) التربية عاملا ذا دورٍ كبير في قبول التعدد، فيما لا يزال اللاوعي عاملا سلبيّا. وقال ان دور المدرسة كبير يمكن أن تلعبه في نشر قيَم الاعتراف بالآخر، وقبول التعدّدية، وانّ التلاميذ يجب أن يتعلموا في المدارس كيف يحترمون التعدّد.وقال ان ‘اللا وعي’ هو التحدّي الأصعب، لان عدم المعرفة بالآخر يحدّ من التعدّدية، وضرب مثلا بالموروث الثقافي المغربي، قائلا إنّ هناك مطربين في الصحراء لا يعرفهم سكان مناطق المغرب الأخرى، والشيء نفسه بالنسبة للتراث الأمازيغي موضحا: ‘المغاربة غير الناطقين بالأمازيغية مثلا يعرفون محمد رويشة، ولكنّهم لا يعرفون فنّانين آخرين’.واكد اليزمي ان العالم عرفَ طريقتين لمعالجة موضوع التعدد، الأولى اعتمدت على الحروب، حيث مارس الإنسان القتل ‘لأنّه يطالب بالتعدّدية دون أن يعترف بالآخر’، كما حصل في بعض الدول الإفريقية، مثل رواندا وساحل العاج، فيما تمثلت الطريقة الثانية في نهج الديمقراطية، في فهم التعددية، وقبول الآخر، انطلاقا من أنّ الحقيقة نسبيّة وليست مطلقة، مؤكّدا على أنّ التعددية ليست فقط مُعطى تاريخيا، بل تجدّد مستمرّ.