ولا اقصد العقيدة ,, فالعقيدة تعني ان نعتقد بالله لا ان نتقوقع على معتقداتنا وافكارنا وثقافتنا ونظرتنا الخاصة للامور.
والعقيدة تعني ان نحب الله وان نؤمن به عن طيب نفس, لا بالاكراه والالزام , لا بالحرق والذبح وتقطيع الاوصال.
والعقيدة ان نعمل بما بما يرضي الله , الله الذي امرنا ان نعمر الارض ونعدل بين الناس , نعاملهم بالحسنى و بالاخلاق الكريمة .
والعقيدة " لكم دينكم ولي دين " ولا تعني ان اقاتل كل من لا يدين بديني ولا يعتقد بمعتقداتي , او من يخالفني الراي , فلكل منا وجهة نظر , "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ".
والعقيدة تعني ان مفاتح الغيب بيد الله ,, هو من يعلم سرائر النفوس .. ان آمنت او ان كفرت فمردها اليه ,, يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ,, لله الحكم ان اراد عذب وان اراد عفا وغفر ,,, وليس لاحد من البشر في ذلك حكم او قضاء .
العقيدة تعني ان ادعو الناس للخير , ان اامرهم بالمعروف والاحسان , لا ان ارهبهم والزمهم لما ارى انه طريق الصواب وان كنت مؤمنا به .
,, نعم نحتاج الى تغيير المفاهيم , نحتاج الى تغيير الافكار المبتدعه والتي اضحت كانها مسلمات يب الاعتقاد بها , واي تشكيك او مخالفة لها ,كأنما هو خروج عن العقيدة , سواء كانت تلك "المسلمات " دينية او سياسية او ثقافية او اجتماعية او غيرها.
علينا ان ندرك المخاطر الجمة ,التي تحدق بمجتمعاتنا , والتي لا شك انها نتيجة طبيعية لتلك الثقافة المبتدعة , التي قيدت عقل الانسان , وحاصرت الفكر والعلم , وتجرأت على الانسانية ,,لا بل تجرأت على الله ,فنصبت من البعض إله في الارض , يدخل من يشاء الجنة , ويزج بمن يشاء في النار , يحرق ويذبح ليغسل الذنوب والخطايا , كأنه هو من يحمل بيده سجل الحساب , وبأمره الثواب والعقاب .
ولطالما ضل حالنا على هذا النحو سنبقى نهوي الى درك مظلم من الجحيم الذي سيحرق الجميع دون استثناء.
ان الخروج من هذا الوحل لن يتحق إلا بتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية ,, وبتحقق المساواة في الحقوق والواجبات,,,و في حرية التفكير والابداع ,,في الاخلاص و العمل الجاد ,,في النهوض بمستوى التعليم والمعرفة ,, في الاحساس الصادق بمعنى المواطنه والانتماء للوطن ,, في تقبل الآخر ,, في التكافل الاجتماعي ,, في تشريع القوانين العادلة وفي تطبيقها على الجميع دون استثناء.
هذا هو الحل ,, وليس الحل في الذبح والحرق وتقطيع الاوصال .
ليس الحل في العنصرية العقائدية او الحزبية السياسية او الطائفية المقيتة.
لا بد من التغيير وعلى كل الصعد ... ولا اعني بالتغيير محاربة الاسلام او مناكفة الاحزاب او المذاهب الاخرى ,, بقدر ما اعني به , مكافحة الفساد والظلم والجبروت والإرهاب والإقصاء ,, لا بد ان تنهض امتنا على اساس المواطنه والإنتماء الحقيقي من اجل النهوض بالوطن والمواطن نحو الحداثة والتطور والازدهار.
بقلم : داود ابومويس