هناك ثلاثة أمور مرتبطة بالاستحمام هي: الصحة العامة للجسم، والثقافة المجتمعية، والتفضيلات الشخصية. ولكنّ أيا منها لا يشير إلى المعدل السليم لمرات الاستحمام في الأسبوع مثلا.
ولكن هذا هو السؤال الآن: كم عدد مرات الاستحمام المناسبة، والكافية أيضا، بحيث تحصل على كل فوائد الاستحمام وفي الوقت نفسه تتجنب أي آثار جانبية له.
استطلاع رأي
أشار أحد استطلاعات الرأي في أمريكا إلى أن حوالي 65 بالمائة من الناس يحرصون على الاستحمام يوميا، بينما يعتاد 25 بالمائة على الاستحمام يوما بعد يوم، في حين أن 10 بالمائة فقط من الناس يستحمون مرة واحدة أسبوعيا، مع وجود 4 بالمائة تحرص على الاستحمام أكثر من مرة يوميًا.
الاستحمام في التاريخ
وهناك آراء تشير إلى أن موضة الاستحمام يوميا أمر طارئ على الإنسان، بحيث أنه لم يتطور إلى هذه المرحلة إلا منذ أقل قرن تقريبا.
وتقول عالمة الاجتماع إليزابيث لانكستر إن الاستحمام مرة في الأسبوع كان يعد أمرا كافيا للغاية في السابق.
وبالنسبة إلى هذه الأيام، تضيف لانكستر أننا اليوم نفكر في الاستحمام يوميا؛ قبل الذهاب إلى العمل وبعد المجيء منه؛ وبعد الذهاب إلى صالة الجيم لممارسة التمارين، وغيرها، بحيث أن الاستحمام اليومي أصبح روتينا عند كثير من الناس.
وإضافة إلى ذلك، كان الإنسان تاريخيا يكتفي بالماء في الاستحمام، ولم يكن هناك استخدام للصابون أو الشامبو بأنواعهما، وكانت هذه الطريقة كافية في ذلك الوقت.
العدد المناسب
هناك عدة عوامل ينبغي أخذها في الاعتبار عند التفكير في عدد مرات الاستحمام المناسب والكافي، منها البيئة ومقدار النشاط البدني وصفات الجسم نفسه، إضافة إلى الآراء الشخصية لكل فرد.
وبالعودة إلى السؤال الأول عن عدد مرات الاستحمام المناسبة، نجد أن كثيرا من الخبراء ينصحون بالاستحمام مرة كل يومين أو مرتين كل ثلاثة أيام، مع استخدام الصابون والشامبو وفقا لاختياراتك، حسب ما يقول الدكتور سانجاي جين، الخبير في العناية الشخصية.
لماذا الاستحمام؟
خلال اليوم يكون الجسم كله مغطى تقريبا، ما عدا اليدين مثلا، ونحن نميل إلى غسلهما مرارا وتكرارا في اليوم، لأنها تتعرض للبيئة المحيطة بشطل مباشر، مثل لمس الطعام أو الهاتف أو لوحة المفاتيح مثلا، ما يعرضها لكميات كبيرة جدا من أنواع البكتريا والفيروسات، التي قد تنقل العديد من الأمراض.
وأول ما يخطر على البال عند الحديث عن أهمية الاستحمام بالطبع التخلص من الروائح الكريهة، كرائحة العرق، إضافة إلى التخلص من بقايا الخلايا الميتة التي تتراكم على الجلد.
هل إذا لم تتعرض لكمية كبيرة من العرق يعني أنك لست بحاجة إلى الاستحمام؟
لا تقتصر أهمية الاستحمام على الناحية البيولوجية فقط، بل تتخطاها إلى التأثير على العقل والمزاج، حيث يؤدي الاستحمام إلى الإحساس بالنشاط والحيوية، والشعور بثقة أكبر في النفس، إضافة إلى الراحة المزاجية وإحساس الشخص بجماله وأنه جذاب.
النصيحة الأخيرة هي أنك بحاجة إلى الاستحمام مرة كل يومين، وليس يوميا، ولكن توقف عما تفعله الآن واذهب لتغسل.