المضافات والملونات
اغتيال للطفولة داخل أسوار المدارس !!
تتعدد المنتجات ووسائل الإغراء والخطر يتمدد ..!

لم يقتصر رواج المنتجات والأغذية التي تحتوي على المضافات والملونات غير المطابقة للمواصفات والمقاييس الصحية على الأماكن العامة بامتداد مدن وأرياف الوطن ، لكنها مدّت أذرعها لتصول وتجول داخل المدارس، مستغلة رغبة المُصنَّعين والمستوردين في الربح والوصول لشريحة الأطفال المستهدفة بدرجة أولى، وغياب الجهات المختصة عن القيام بدورها المهني والإنساني في درء المخاطر الجسيمة التي تُهدد صحتهم ( طلاباً وطالبات )، وكذا إهمال مؤسسات التعليم ( المدارس ) جانب التوعية، والاكتفاء بتقديم وجبة الدروس الرديئة جنباً إلى جنب مع منتجات الموت المحتوية على المضافات والملونات، لتتضاعف
فداحة ما تتعرض له الطفولة من تهديدات داخل تلك الأسوار .. أنواع هذه المنتجات، وأسباب اجتياحها للمدارس عن طريق المقاصف والباعة الجائلين، ومدى خطورة الظاهرة، بالإضافة إلى شكاوى ورؤى تمثل فضاءات شروع في الحل من قبل تربويين وأرباب أسر.. التفاصيل في سطور الوجع تالياً ..
نطالب بحملات توعية جادة

الأستاذة نادية إسماعيل ـ مديرة مدرسة الدرة للبنات بتعز ـ تقول : تُقبل الطالبات على شراء المواد الغذائية المحتوية على الملونات والمضافات خصوصاً طالبات المرحلة الأساسية 7 ـ 15 سنة ـ التي تضر بصحتهن مثل: العصائر الملونة، والآيسكريم والعلك.. من ناحيتنا نقوم بتقديم التوعية لهن من خلال مربيات الفصول .
أما عن تواجد مثل تلك المنتجات في مقصف المدرسة فتقول : يُباع في مقصف المدرسة الآيسكريم، والعصائر، وكذلك بعض المواد المحتوية على الملونات، ولكننا نقوم بمراقبة ومنع صاحب المقصف من إدخال المنتجات الضارة التي يتم التحذير منها - وأستغل الفرصة هنا عبر مجلتكم- أطالب الجهات المعنية بأن تقوم بعمل حملات توعية عبر الصحف والإذاعة والتليفزيون لمساعدتنا في القيام بدورنا، واتخاذ الإجراءات اللازمة مع أصحاب المقاصف في حال قاموا بإدخال تلك المواد التي يتم التحذير منها .. وتزيد : أحياناً يتم منع بيع بعض المنتجات المحتوية على مضافات أو مواد غير معروفة المنشأ في مقصف المدرسة ، ويتم شراؤها من خارج المدرسة ، و ربما لاتتأثر الطالبات بالتوعية التي نقوم بها، كونها مقتصرة فقط على المدرسة، وأعتقد أن الأسرة تلعب دوراً هاماً في ترشيد أطفالها بعدم شراء مثل تلك المنتجات.
ملوّنات جاذبة وخطرة!

وتؤكد الأستاذة سعاد محمد غالب ـ أخصائية اجتماعية في مدرسة أروى للبنات ـ إقبال الطالبات على شراء المنتجات الملفتة والتي تكون على شكل دباديب أو ورود ، وتحتوي على ألوان تجذبهن، وتهدد طفولتهن، ومن تلك الأخطار إصابتهن بالإسهال وعدم التركيز .
وحول خطوات التوعية تقول : في كل خميس نخصص حصة تسمى حصة " ريادة " نقدم من خلالها توعية للطالبات بخطورة تناول تلك المواد التي تضاف إليها الملونات، ونحرص كل الحرص عدم تواجدها في مقصف المدرسة، ولكن ـ بكل أسف ـ يتم شراؤها من الباعة المتجولين،ورغم أننا نلمس أحياناً استجابة من الطالبات، ولكنها مؤقتة تزول بمجرد عدم التحدث عنها .
استجابة من الطالبات لتحذيرات المجلة السابقة
وتقول الأستاذة فاطمة علي قائد ـ مشرفة في إحدى مدارس تحفيظ القرآن ـ : علمت عن مخاطر تناول الأغذية المحتوية على المضافات والملونات من خلال اطّلاعي على مجلة " الأسرة والتنمية " التي تناولت هذا الموضوع في أحد أعدادها قبل أربع سنوات بجدية، واستفدت من ذلك كثيراً ، و قمت بشراء نسخ منها، ووزعتها على الطالبات كنوع من التوعية، ليتجنبن شراء تلك المنتجات، ولمست استجابة كبيرة من الطالبات في تلك الفترة .. وتضيف : نحن بحاجة إلى نشر توعية من خلال الإذاعة والتلفزيون، ونشر البرشورات من الجهات المعنية، حتى يتم التعريف بأضرار تلك المنتجات .
تعاون المدرسة والأسرة .. للحد من الظاهرة
ويشير الأستاذ محمد علي عبدالله الجولة ـ مدير مدرسة عثمان بن عفان للبنين بمديرية الصلو ـ لإشكالية الظاهرة قائلاً: دائماً نجد الطلاب يبحثون على المواد الجديدة والتي يكون سعرها مناسباً لمصروفهم، والتجار يبحثون على الربح، ولا تهمهم صحة الأطفال، ويقوم الباعة بجلب مواد غذائية وعصائر ملونة ذات صبغات مختلفة تجذب انتباه الطلاب، وتجعلهم يُقبلون على شرائها .. في المدرسة التي أديرها لا يوجد مقصف، وإنما تتواجد عدد من المحلات بجوار المدرسة يقوم الطلاب بالشراء منها .. ويضيف : نقوم بعمل توعية للطلاب، تتضمن تحذيرهم من تلك الأغذية والمشروبات غير الصالحة للاستهلاك ، والتي قد تسبب الكثير من الأمراض، ومع ذلك لن نستطيع الحد من إقبال الطلاب على شرائها، إلا من خلال التعاون بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور لتحفيزهم على عدم شراء تلك المنتجات وإلزامهم من قبل أسرهم بشراء الأغذية التي ترى أنها صالحة، كما نطالب الجهات المختصة ممثلة بمكاتب الصناعة والتجارة بتشديد الرقابة، ومنع تصنيع واستيراد أو بيع المواد غير المطابقة للمواصفات والمقاييس.
لابد من رقابة
أم إسماعيل علي ـ ربة بيت ـ تقول : تعبت وأنا أُشدّد على أولادي بعدم شرائهم المنتجات المحتوية على الملونات والمضافات ، وأصنع لهم الحلويات والسندويتشات في المنزل، ولكن رغم ذلك يتجهون لتلك المواد عند خروجهم للحارة أو ذهابهم للمدرسة.. وتضيف : أتمنى أن يتم عمل رقابة على مقاصف المدارس والباعة المتجولين الذين يبيعون أمامها من قبل إداراتها .
أبطال مسلسلات الأطفال طُعم !!
مرض أولادي جعلني أمنعهم من تناولها .. هكذا بدأت ( أم هديل ) حديثها، وقالت : كان أولادي يتناولون المواد المضاف إليها الملونات، والتي تتميز بأشكال تُحاكي أبطال مسلسلات الأطفال ، ولم أكن أعي مخاطرها إلا حين أصيب أحدهم بتسمم غذائي جراء تناوله لمشروب ملون، ونقلنا إياه للمستشفى، فأخبرني الدكتور أن ذلك كان بسبب ما يتناوله من المواد الضارة التي تباع في البقالات ولدى الباعة المتجولين ، ومن ذلك اليوم حرصت على عدم شرائهم لمثل تلك المنتجات .