جزائرية تطلب أن تُدفن مع مجوهراتها وآخر يوصي برميه في البحر

لا'>#ffffff]لا تحمل وصايا الأموات في الجزائر في الغالب طابعا "كرنفاليّا" على اعتبار أن الجزائريين وإن كانوا لا يطبّقون الشرع بالنقطة والفاصلة، إلاّ أنه عندما يتعلق الأمر بالموت يمتثلون لأوامر الله التي لا تحتمل "تفلسيف" البشر، ولا شطحات عقولهم، لأن الموت هو المحطة الأخيرة التي لا يستطيع فيها المرء أن يفرّ من حساب الله تعالى، فتجدهم حريصين على تطبيق الشّرع في هذه المسألة باستثناء بعض "الهوامش" التي يوجدها أصحاب الوصايا لأنفسهم على سبيل "تبريد القلب" أو "فش الزعاف" فيتركون وصايا "بسيطة" في شكلها، ولكنها كبيرة في معناها.


'>#ffffff]أوصت بأن تُدفن معها مجوهراتها

'>#ffffff]  إذن ليس هناك شخص يترك وصية وهو يعلم أنه مقبل على الموت، إلاّ إذا كانت قد أخذت منه كل مأخذ واستبدّت بنفسه ولا يرضى إلا بتنفيذها، وإن كان أهل الميت لا يستطيعون أحيانا تنفيذ الوصية لطبيعتها التي تصطدم بالشرع أو بالعرف، من ذلك رفض عائلة جزائرية أن تنفّذ وصية ابنتها التي كانت بصحة جيدة عندما طلبت من أهلها أن يدفنوا معها مجوهراتها الثمينة، لأنها تعبت في جمعها ولا يمكنها أن تتركها لغيرها ليتمتع بها، وفيما اعتبر بعض أفراد عائلتها أنّ هذه الوصية جاءت على سبيل المزحة، لأن صاحبتها لم تكن حينها تعاني أي مرض، إلاّ أنّ البعض الآخر اعتبرها وصية ميّت لأنّ صاحبتها التي ماتت في حادث مرور بعد مدة قصيرة، ربما شعرت بدنوِّ أجلها فتركت هذه الوصية، غير أنّ العائلة اتفقت على عدم تنفيذها، لأنه من غير المباح شرعاً، ولا من اللائق عرفا أن يتم دفنُها مع مجوهراتها. كما تعمد عائلات أخرى إلى إهمال وصية الموصين رأفة بهم، خاصة عندما يترك "الموصي" وصية تقول: "لا تدفنوني في قبر وإنما ارموني في البحر".. نعم هذه وصية شاب جزائري انغمس في الذنوب والمعاصي حتى أذنيه فأوصى أهله- وهو لا يزال حيا حتى الآن- أن يرموه في البحر مخافة عذاب القبر، إلاّ أنّ عائلته لا تنوي أن تنفّذ هذه الوصية مثلما تقول أخته راضية في حال موته شفقة عليه.

'>#ffffff] سيدة أخرى أخبرتنا بأمرها نادية التي تقول إنها أوصت أهلها أن يدفنوها في قبر واحد مع زوجها الذي مات قبل سنوات لما كان بينهما من ود وحب كبيرين، فكان لها ما أرادت دون أن يتم استشارة أهل الدين في هذا الأمر.


لا'>#ffffff]لا تدفنوني بالقرب من عدوي

'>#ffffff] ولكن عائلات أخرى لا تجد غضاضة في تنفيذ وصايا موتاهم إذا بدت عادية، مثل أن يطلب الميت قبل أن يغادر الحياة أن يُدفن بجانب أحد أقاربه، وحتى وإن ترك وصية تقول: "لا تدفنوني بالقرب من عدوي" هذه فحوى وصية مريض في دقائقه الأخيرة، حيث طلب من أهله ألا يدفنوه بجانب ابن عمه الذي مات قبل أيام قليلة من تردّي حالته الصحية بذلك الشكل الخطير، لأنه استولى على نصيبه من المال في المحل الذي كانا يملكانه بالشراكة. كما لا تتأخر عائلة الميت في طرد أحد المعزين استجابة لوصية ميّتهم الذي لا يرغب في حضور ذلك "المطرود" جنازته، لأنه جاء "يتشفى فيه" ليس أكثر، مثل هذه الوصية بلّغتها السيدة سعدية ذات الـ 60 عاما لأولادها وهي في المستشفى، حيث كانت تخضع للعلاج الكيميائي بسبب إصابتها بسرطان الكبد، حيث أوصتهم بعدم ترك أختها تحضر جنازتها، لأنها كانت معها على خلاف شديد بسبب قطعة ذهب "مقياس" تقول إن أمها أوصت بتسليمه لها قبل أن تموت، ولكن أختها استولت عليه، وادّعت أنها دفعت ثمنه لأمها، وهو الأمر الذي تسبّب في قطيعة بين الأختين.


'>#ffffff]اختاروا وصاياكم

'>#ffffff] هذه نماذج لوصايا جزائريين لم يقطعوا شعرة معاوية مع الشّرع، مثلما تفعل بعض الشعوب التي لا تدين بالإسلام أو أن علاقتها بالله ليست وطيدة، ولكنهم أيضا أخذوا معهم مشاغل الدنيا ومشاكلها إلى الآخرة، وكان حريا بهم أن يتركوا وصايا إذا نفذت ألبستهم لبوس الرحمة والمغفرة، لا أن "تورثهم" ذنوبا ومعاصي تتبعهم إلى القبور المظلمة.

شبكة البلد - الجمعة 31 / 01 / 2014 - 04:59 صباحاً     زيارات 1145     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك