رغم استطلاعات الراي المخالفة والمفرطة في التفاؤل , ورغم الهطل الغزير لاخبار نتنياهو السيئة , وانها ايام الا ويختفي عن الانظار , يبدو ان الاسرائيليين اختارو كلمتهم , ووجهو رسالتهم للعرب والعالم بالخط العريض , نحن لسنا مع السلام , ونتنياهو باق .
حيث اعلن رئيس حزب الليكود عن فوز حزبه في انتخابات الكنيست العامة , وفي كلمة الانتصار قال : فزنا على خلاف كل التوقعات "
وكان نتنياهو قد اعلن عشية الانتخابات ان القدس (عاصمة اسرائيل الموحدة ) , وحشد انصاره لانتخاب قائمة الليكود , مركزا على امن اسرائيل وحمايتها من الاخطار المحيطة بها .
فيما اقر هرتسوغ رئيس قائمة المعسكر الصهيوني بالهزيمة , بعدما كانت جميع التوقعات تشير الى حظوظه الاقوى بالفوز بالانتخابات , وكانت اراء جميع الخبراء تنصب على التشكيلة المتوقع التي يمكن لهرتسوغ تشكيل حكومته بها .
اما رئيسة حزب ميرتس اليساري زهافا جالؤون المؤيدة لحل الدولتين , فقد اعلنت استقالتها , بعدما تراجع حزبها الى الحضيض , ولم يحصل سوى على 4 مقاعد من اصل 120 مقعد تشكل نجموع مقاعد الكيست .
في الوسط العربي هناك شعور مختلط ما بين الرضى بكون قائمتهم المشتركة حصلت على 13 مقعدا , بمقابل تضاؤل تاثيرها اثر الفوز الغير متوقع الذي احرزه نتنياهو , مع الزيادة الملحوظه بمقاعد احزاب اليمين الاسرائيلي , الامر الذي يمكن معه تشكيلة ائتلاف يميني متطرف .
نتائج الانتخابات بعثت برسالة مفادها ان اربع سنين عجاف قادمة ستشكل مرة اخرى حجر عثرة بطريق كل الجهود التي كانت تامل بتحقيق ولو فرصة ضئيلة من الاستقرار , او تحرز تقدما ولو بسيطا في مسار عملية السلام .
القيادة الفلسطينية اعلنت عدم تدخلها بالانتخابات الاسرائيلية الداخلية , وقالت انها ستتعامل مع اي حكومة قادمة تلتزم بالشرعية الدولية .
وبحسب ما قاله كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع اسرائيل د. صائب عريقات لوكالة رويترز للانباء : " يبدو لي أن نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة في إسرائيل ونحن جميعا سمعنا ما قاله بالأمس... السيد نتنياهو لم يفعل شيئا في حياته السياسية سوى تدمير حل الدولتين " وكان ذلك في اشارة منه لعدم قبول نتنياهو بدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس .