خاص : على خلاف غالبية التوقعات جاء فوز الليكود وعلى راسه نتنياهو ليخلط اوراق اللعبة السياسية في اسرائيل , وليبرهن على ان التوجه العام لدى المجتمع اليهودي يميل نحو اليمين والاحزاب المتطرفة .
وابرزت النتائج ان الالة الاعلامية الاسرائيلية رغم عدم تقديم الدعم الكامل لنتنياهو الا انها كانت طيلة السنوات الاخيرة , تركز على الجانب الامني ومستقبل سرائيل في ظل ظروف معقدة تعيشها المنطقة والعالم , وهو الامر الذي نجح بنيامين نتنياهو في استغلاله جيدا , فقد ركز في حملته على امن دولة اسرائيل وعاصمتها (الموحدة) , معلنا بكل صراحة ان الارض المقدسة لا تتسع لغير اسرائيل , مما جعله النجم المفضل لدى جمهور اليمين والمتطرفين الذين يشكلون وانصارهم غالبية المجتمع الاسرائيلي .
لم يغفل نتنمياهو المستوطنين , ولم يتجاهل الملف الايراني , الذي غفل عنه اليسار واحزاب الوسط , الذين كانوا مطمئنون لفوزهم .
واظهرت النتائج النهائية ان مقاعد الكنيست توزعت على عدة احزاب تتفق وتختلف في امور كثيرة , وان جمعها تحت سقف واحد في ظل طوح كل منها بالحصول على مناصب وزارية هامة ليس بالامر اليسير , حيث يرجح الكثير من الخبراء امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية , او حكومة اتحاد موسعة تضم كل من الليكود والمعسكر الصهيوني , واحزاب اليمين الوسطية , خصوصا ان تشكيل حكومة تعتمد على الاحزاب الايمينية الصغيره سيجعلها في مهب الريح , كما انها لن تجد قبولا دوليا واسعا .
ولكن المحللين يرون ان ااشتراك الليكود والمعسكر الصهيوني وشاس مع توفير الغطاء اللازم من القائمة المشتركة , سيجعل الاتفاق على سياسة موحدة اتجاه القضايا الاقليمية والداخلية امرا معقدا , يحتاج معه كل طرف الى احداث تنازلات حقيقية , قد تجعل من الحكومة القادمة اشبه بحكومة تسيير اعمال , حيث ستعجز عن اتخاذا قرارات حاسمه , خصوصا في الملف الفلسطيني .
بالمحصلة النهائية , فان اربع سنوات عجاف باتت على مراى الجميع ,فسواء كانت حكومة يمينية متطرفة , او حككومة موسعة , فان ذلك سيقيد نشاط رئيس الوزراء القادم , ولن يستطيع معها التصرف بالطريقة التي تريد , وستكون جميع القرارات خاضعة للشد والجذب يمينا ويسارا .