هل تتخيل أنه يمكن أن توجد داخل كليتك قطعة من الحجر؟ حسناً، هذا ممكن، وهذه هي حصوات الكلية، التي يمكن أن تتشكل داخل إحدى الكليتين أو كليهما معاً، وقد تسبب هذه الحصوات ألماً شديداً يسميه الأطباء بالمغص الكلوي.
ولكن ما هي هذه الحصوات، وكيف تكونت، ولماذا تسبب ألما؟
الكلى
دعنا نتعرف أولاً على الكلية، التي يوجد منها زوجان في جسم الإنسان، ويمكنه أن يبقى حياً كذلك بواحدة فقط. وتأخذ الكلية شكل حبة الفاصولياء، مع طول يبلغ تقريبا 4 بوصات.
أما مكان وجود الكلية فهو على جانبي العمود الفقري، متجهة نحو الجزء الخلفي من البطن.
وتكمن وظيفة الكلية في إزالة الفضلات الضارة من الدم وتنقيته لإعادة استخدامه في الجسم مرة أخرى، أما هذه الفضلات الضارة فيتم إخراجها من الجسم عن طريق التبول.
كيف تتكون حصوات الكلية؟
قد تتجمع فضلات الدم هذه داخل الكلية مشكّلةً بلورات صغيرة، والتي بدورها قد تتجمع مع بعضها لتكوّن كتلا كبيرة تشبه الحجر إلى حد كبير، ولا يحدث هذا فجأة، بل تدريجياً مع مرور فترات طويلة من الوقت. هذه الكتل الحجرية هي الحصوات.
وبما أنه من المفترض أن تنتقل فضلات الدم إلى خارج الجسم، فسيحاول الجسم إخراج هذه الحصوات أيضاً عن طريق البول، الأمر الذي قد يؤدي إلى سدّ جزء من أجزاء الجهاز البولي، كثل الحالب، وهو الأنبوب الذي يربط بين الكلية والمثانة، أو مجرى البول، وهو الأنبوب الذي يمر البول من خلاله إلى خارج الجسم.
وبالطبع قد تمر بلورات أو حصوات صغيرة عبر الجهاز البولي إلى خارج الجسم، بدون أي ألم ودون أن تشعر بها إطلاقا، ولكن إذا كانت كبيرة بما يكفي فإنها ستسبب المغص الكلوي، وهو ألم شديد في البطن أو عند الفخذ، وقد تسبب إلتهابا في المسالك البولية.
نسبة الإصابة بحصوات الكلى
تعتبر الإصابة بحصوات الكلى أمراً شائعاً بين الناس، وهي تصيب الأشخاص في أعمار 30-60 عاماً في الغالب، إلا أنها تصيب الرجال بنسبة أكثر من النساء، وهناك تقديرات تشير إلى أن المغص الكلوي يصيب ما يقرب من 10-20 في المائة من الرجال، بينما يصيب 3-5 في المائة فقط من النساء.
علاج حصوات الكلى
تتشكل داخل الكلى العديد من الحصوات بمرور الزمن، إلا أن معظمها يمر مع البول دون ألم، بسبب صغرها، أما الحصوات الأكبر نسبياً فقد تمر من البول أيضاً مع وجود بعض الأعراض الجانبية، التي تحتاج إلى علاج، وعادة ما يتم باستخدام الأدوية في المنزل.
أما الحصوات الأكبر، والتي لا تستطيع المرور عبر البول، فتحتاج إلى تفتيت، ويتم ذلك في المستشفى عن طريق الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية، وقد تكون كبيرة وصلبة بما يكفي للحاجة إلى التدخل الجراحي.
حوالي 50 بالمائة من الأشخاص الذين أصيبوا بحصوات الكلى يصابون بها مرة أخرى خلال 10 سنوات.
الوقاية من حصوات الكلية
من أجل الوقاية من حصوات الكلى، يجب أن تحرص على شرب الماء بكميات كافية يومياً، ولا تنتظر الشعور بالعطش حتى تشرب.