على غير المعتاد ، تتعرض البلاد لطقس حار مستمر بلا توقف منذ فترة ليست قصيرة ، فمنذ نهاية شهر رمضان المبارك وحتى الآن ظلّ الطقس الحار هو المهيمن على الأجواء في فلسطين وبلاد الشام وجوارها من دون موجات معتدلة طويلة ، فكانت الغلبة للطقس الحار بوتيرة طويلة تعتبر غير اعتيادية .
فالطقس المعتاد في البلاد هو الطقس الصيفي الذي لا تتجاوز فيه درجة الحرارة حاجز الثلاثين درجة لأيام طويلة ، فتارة يسود طقس حار وتارة يسود طقس معتدل ، أي ضمن فترات متقلبة ، إلا أن الطقس الحالي هذا الصيف يتميز بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها بعدة درجات مئوية ولأيام متواصلة دون انقطاع .
ورغم أن درجة الحرارة لم تحطم حتى الآن الأرقام القياسية المسجلة خلال السنين الماضية بحيث لم تتجاوز 37.5 سْ في القدس حتى الآن ( كانت قد تجاوزت الـ 40 سْ في عدة أيام خلال بعض المواسم السابقة ) ، إلا أنه يمكن اعتبار شهر تموز/يوليو الجاري أحدَ أكثر الأشهر حرارة مقارنة بجميع أشهر تموز/يوليو الفائتة منذ عام 2000 م ، حيث ارتفعت درجة الحرارة خلال الشهر الجاري عن معدلاتها في معظم الأيام وتأثرنا بعدة موجات حارة .
وفي تفاصيل الطقس المتوقع في الأيام القادمة ، يتوقع أن يبقى الطقس حاراً غداً الاثنين مع درجات حرارة عند منتصف الثلاثينيات في المدن الجبلية المتوسطة ، وفي مطلع الأربعينيات في المناطق المنخفضة ، وفي مطلع الثلاثينيات في السواحل مع طقس خانق هناك تزامناً مع الرطوبة المرتفعة التي تساهم في رفع درجة الحرارة المحسوسة الى نهاية الثلاثينيات .
وفي يومي الثلاثاء والأربعاء لا يطرأ تغيير جوهري بحيث يبقى الطقس حاراً فوق المعتاد نهاراً في جميع المناطق ، ومائلاً الى الاعتدال قليلاً في ساعات الليل في القمم الجبلية .
وفي يوم الخميس يطرأ انخفاض على درجات الحرارة لتصبح الأجواء صيفية حارة ضمن المعدلات السنوية ، إلا أن هذا الطقس لن يدوم طويلاً حسب المؤشرات الحالية .
وتتزامن الأجواء الحارة الحالية مع أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة الذي يعاني من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وهو ما يفاقم الأزمة بشكل حاد ، كما أن بعض مدن الضفة تعاني من نقص وانقطاع في الاحتياجيات الأساسية من الماء والكهرباء ما يزيد الأوضاع سوءاً .
والله تعالى أعلم