قصة رجل يدفع زوجته لينقذ نفسه من الغرق ، قصة فيها عبرة ، الى الحد الذي اعجبت فيه كل من قرأها ، حتى انتشرت انتشارا واسعا ، رغم ما تبدوا عليه القصة من عنوانها ، كحالة معبرة عن عدم الوفاء والاخلاص ، وتجاوز القيم الانسانية النبيلة .
بدأ المعلم يخبر تلاميذه عن
#قصة القارب الذي ارتطمت به الامواج الهائجة من كل جانب ، حتى بدأ بالغرق في عرض البحر ، و كان على هذا القارب رجل وامرأته العمياء وابنتهما الرضيعة و لم يكن امامه الا النجاة بنفسه بارتداء طوق النجاة .
عندما تعرض القارب لهذا الحادث المؤلم , لم يكن هناك الا طوق نجاة واحد . ارتداه الرجل فحمل ابنته وترك زوجته خلفه ورمى نفسه وهو يحمل ابنته بعيدا عنها وتركها تواجه الغرق وحيدة .
وقفت المرأة في القارب اوهي تنظر الى نفسها تغرق و صرخت بجملة واحدة لزوجها .
توقف المعلم قليلا و سأل طلابه : ماذا قالت المرأة لزوجها برأيكم ؟
أجاب معظم التلاميذ بحماس: انها بكت واتهمته بالغدر ، لكن واحدا منهم طلب الاستاذ ان يسمع رأيه أجاب :" أ اظن أنها صرخت تقول له "اعتن بطفلي" .
تفاجأ الأستاذ من اطابة هذا الطالب وساله اذا ما كان قد قرأ القصة من قبل ، الا ان الطالب هز راسها مؤكد انه لم يقراها ، مسترك ان والدته فعلت ذلك عندما كانت تحتضر ، حيث اوصت والده بالاعتناء باطفالهما .
قال الأستاذ للطالب :" نعم ان اجابتك هي الاجابة صحيحة .
فالقارب غرق فيما عاد الرجل إلى منزله ، واعتنى بابنته وحيدا ، و بعد سنوات عديدة توفي الرجل فوجدت ابنته دفتر مذكراته بين كتبه التي كان يطالعها . وفي هذه المذكرات ذكر الأب أنهما ذهبا في رحلة بحرية بعدما أن كان الأطباء قد شخصوا حالة الأم وقالوا أنها تعاني من مرض قاتل.
في تلك اللحظة اندفع الأب إلى فرصة النجاة الوحيدة . وقد كتب في مذكراته:" كم تمنيت لو غرقت معك في أعماق البحار، ولكن حباً بابنتنا الصغيرة استطعت أن أتركك تنامين إلى الأبد في أحضان البحر وحدك" . و في هذه اللحظة عم الصف الصمت المطبق .
عرف الأستاذ أن تلاميذه قد فهموا المغزى من وراء هذه القصة ، التي تعلمنا ان في الحياة تعقيدات كثيرة ، وان وراء الأشياء قد تكون هنالك اشساء اخرى علينا أن نفهمها ، كما تشير القصة إلى أن علينا ألا نقرأ ظواهر الاشياء فقط وان لا نحكم على الآخرين بدون أن نفهمهم .