مخطط لإقامة ساحة صلاة ثانية لليهود جنوب الأقصى

كشف مكتب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية عن مخطط لإقامة ساحة صلاة أخرى لليهود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، في محاولة خطيرة لإحكام الحصار على المسجد، وتهيئة الأرضية لاستقطاب ملايين المستوطنين والسياح الأجانب إليه، وفرض الصلوات اليهودية بداخله.

جاء ذلك في رسالة بعثها لوزير الإسكان الإسرائيلي أوري ارئيل قال فيها إن طاقم شركة "ترميم وتطوير الحي اليهودي" يعمل على بلورة اتفاق تسوية بشأن تنظيم الصلوات في الحائط الغربي، مؤكدًا أنه يتم بحث إمكانية بناء ساحة أخرى للصلاة تمتد على طول الجزء الجنوبي للحائط بحيث تكون مفتوحة للجمهور بحرية".

ويأتي هذا المخطط بالتزامن مع قرار رئيسة لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست "ميري ريجيب" بتعيين لجنة فرعية خاصة لتهيئة الأوضاع والأرضية لاقتحامات وصلوات جماعية دائمة للأقصى حتى التوصل لقرار ملزم في تحديد أوقات وأزمان الاقتحامات.

وبهذا الصدد، يقول المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا لوكالة "صفا" إن هذا المخطط يأتي ضمن ما يسمى بمخطط "شارنسكي" لإعادة توسيع ساحة البراق من منطقة الزاوية الجنوبية للأقصى مرورًا بباب المغاربة وانتهاءً بساحة البراق.

ويوضح أن الاحتلال يسعى لجعل منطقة البراق كلها ساحة للصلاة اليهودية وتقسيمها ثلاثة أقسام بمدخل واحد، لافتًا إلى أن هناك مخططًا شاملًا لتهويد منطقة البراق على مساحة 7600 متر مربع، من ضمنها مخطط لإقامة كنس يهودية على منصات حديدية ملاصقة للجدار الغربي للأقصى.

ويفيد أن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال طلب من وزير الإسكان التريث في نقل صلاحيات إدارة المنطقة المذكورة الممتدة من أسفل محراب الأقصى من الخارج إلى جمعية "العاد" الاستيطانية إلى حين فحص القضايا القانونية بهذا الصدد.

ويشير إلى أن هناك طرحًا لإقامة أنفاق تحت الأرض، ومواقف للسيارات، وضمن ذلك سيكون هناك منصة صلاة حديدية على منطقة القصور الأموية، معتبرًا ذلك تصعيد خطير لتهويد المنطقة الملاصقة للأقصى.
ويكشف عن أن هناك ثمانية مخططات حول الأقصى، قسم منها تحت البناء، والقسم الآخر في طور التخطيط والمصادقة النهائية عليه، وذلك في المنطقة الممتدة من الجهة الشرقية الجنوبية للأقصى مرورًا بمنطقة القصور الأموية غربًا ووادي حلوة، وحائط البراق وحارة الشرف، وهي محيطة بالمسجد من الجهة الجنوبية والغربية.

ويضيف أن الاحتلال يسعى لإقامة حدائق ومطاهر ومسارات تلمودية ومراكز يهودية ضخمة جدًا تحت مسميات "مرافق الهيكل المزعوم"، لافتًا إلى أن هناك مخططًا آخر لتكوين حيز أمني كبير حول المسجد الأقصى كي يوفر حماية لأي اعتداء عليه.

ويبين أن الهدف من كل المخططات إطباق الحصار على الأقصى، وتهيئة الأرضية لاستقطاب ملايين المستوطنين والسياح الأجانب والإسرائيليين للمسجد، وكذلك طمس المعالم الإسلامية والعربية وتحويل الفضاء المحيط بالأقصى إلى معالم يهودية مزورة .

ويعتبر أن كل المخططات ستشكل مراكز لتدنيس ساحة البراق، وكذلك نقطة انطلاق قريبة لاقتحامات أكبر للأقصى، مبينًا أن كلها ترتبط وتشتبك بشبكة الأنفاق المحفورة أسفل المسجد وفي محيطه.

وينبه إلى خطورة تلك المخططات، والتي يتم من خلال تنفيذها تدمير مئات المعالم الإسلامية والعربية العريقة، وتزوير التاريخ، كما أن الحفريات التي ترافق عمليات البناء تؤدي إلى حدوث تشققات في جدر الأقصى وساحاته.

ويشدد أبو العطا على أن مخططات الاحتلال بالأقصى تهدف للسيطرة عليه، وتفريغه من المسلمين، ويصب في مخطط تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا.
بدوره، يقول نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب إن المؤسسة الإسرائيلية أعطت التفويض لجمعية "العاد" للشروع في تهويد المسجد الأقصى، والتصرف في المنطقة الجنوبية الغربية له، ونحن لا نستغرب من أي مخطط أو مبادرة إسرائيلية بشأن المسجد.

ويوضح أن هذا يأتي تزامنًا مع مرحلة تهويد الأقصى لإفشال أي مقترح مستقبلي فيما يمكن أن يسمى بحل الدولتين، مبينًا مدى خطورة إقامة ساحة صلاة ثانية لليهود، والمساس بقبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا محمد.

ويشير إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تزعم وجود الهيكل الثاني في الأقصى، مما يعني "تصويب خنجر في قلب الأمة الإسلامية جمعاء"، ومما يجعل الصراع في بعده صراعًا دينيًا عقائديًا بين المسلمين واليهود.

ويؤكد أن إقامة ساحة صلاة لليهود بالأقصى، وفرض الاقتحامات والصلوات اليهودية الجماعية لها تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة برمتها، مشددًا على أن الخاسر الأكبر والوحيد هو الاحتلال.  
شبكة البلد - الخميس 27 / 02 / 2014 - 05:50 مساءً     زيارات 867     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك