محلل مناخي : اجواء متطرفة بعد منتصف الشهر الحالي وامطار تصل 300 ملم في المنخفض الواحد
واضاف ابو مويس ان قراءة الخارطة المناخية العالمية تبين لنا معطيات هامة ، اهمها ان المسارات و المسالك الجديدة التي بدأت تأخذها خريطة المنخفضات هي بمجملها اكثر فاعلية وتاثيرا من مدى قوة وعنف المنخفض الجوي ذاته ، خصوصا تلك المسارات الطويلة التي تسلكها ، مما يؤدي الى تدعيمها بنسبة رطوبة مرتفعة خلال عبورها الاجواء البحرية الواسعة ، والتي تضاف الى تلك التي اكتسبتها خلال عبورها مناطق الاطلسي ، حيث ان اهم ما يميز المنخفضات الاطلسية ، حمولتها الوفيرة من الامطار الفيضانية الناجمة عن الرطوبة العالية المحملة بها ، الامر الذي قد يؤدي الى تساقط كمية من الامطار في ظروف بالغة التعقيد قد تصل الى نحو 300 ملمتر في المنخفض الواحد ،
وتابع ابو مويس ان هذا النوع من المنخفضات خبرته المنطقة في ثمانينيات القرن الماضي وبداية التسعينيات ، حيث تبين لنا الخرائط الجوية ان المنخفضات القادمة غالبا ما ستسلك ذات المسار ، مرورا بالاطلسي الى مضيق جبل طارق عبر الابيض المتوسط باتجاه ايطاليا و اليونان ومن ثم قبرص وصولا بلاد الشام ، حيث باتت المنطقة الان أمام منظومة جديدة ، مغايرة تماما لما اعتدنا عليه في السنوات العشرين الاخيرة ، والتي تميزت بنوع المنخفضات القطبية ، والتي كانت تسلك المسار الشمالي الغربي من الجهة الشمالية الشرقية للقارة الأوروبية مرورا بالبحر الأسود ومن ثم تركيا وصولا الى بلاد الشام و شرق الابيض المتوسط .
و كانت نسبة الامطار الهاطلة في المنخفض الاخير قد وصلت الى نحو 150 ملم في غضون نحو 24 ساعة فقط ، الا ان هذا المنخفض كان سريعا و قصيرا بسبب تمركز مرتفع جوي مجاور فوق تركيا ، و لولا ارادة الله بوجود هذا المرتفع لحصلت المنطقة على ضعف هذه الكمية من الامطار ، لأن المنخفض سيكون اذ ذاك ، أقل سرعة و يدوم لفترة اطول ، و لو كانت هناك كتلة قطبية مكان المرتفع التركي لحصلت المنطقة على ثلوج تاريخية ، لانها ستتزامن حينها مع رطوبة اطلسية عالية مما يد يؤدي في هذه الحالى الى تساقط ثلوج قد ترتفع الى اكثر من متر ، و لكن قدر الله وماشاء فعل ، حيث لم يكن هناك تواجد كتل قطبية فوق اوروبا وروسيا بسبب توحش السيبيري بقيم عالية وطرد الهواء البارد شمالا واقتصار ثقل الدوامة في القارة الشمالية الأمريكية بشكل غير مسبوق وقياسي وتطرف حراري في أوروبا.
وبين المحلل المناخي ابومويس اننا نعيش أمام منظومة غريبة فعلا ، لا تحكمها قوانين طقسية عهدناها مؤخرا ، فعلى سبيل المثال فقد تزامن منخفضنا الاخير مع نزول المغرب وهذه أبرز القوانين الطقسية الجديدة التي سنراها أمر طبيعي في هذا الموسم والمواسم القادمة ان شاء الله ،
وبخصوص الايام القادمة سيكون هنالك استقرار مؤقت خلال الاسبوع الحالي ومرتفع قوي غير اعتيادي بمساره أيضا اضافة الى منخفض جديد على ذات المسار الذي سلكه منخفض الأمس منتصف الاسبوع القادم ، واعتبارا من بعد منتصف الشهر بإذن الله سيعود نشاط الدوامة الروسية و مسار مختلف للاوزوري أيضا حيث سيبتلع الأطلسي فترة منتصف الشهر ، واكثر ملامح هذه الفترة المنظومة المتخلخلخة و الغريبة التشكيل ، حيث سيكون شهر شباط القادم الاجمل لعشاق الاجواء الشتوية المكثفة ، وقد تتعرض المنطقة لمفاجئات مطرية حادة ومتطرفة , وتستمر الفعالية الشتوية حتى فصل الربيع .
شبكة البلد - الأحد 7 / 01 / 2018 - 03:20 صباحاً
زيارات 2876 تعليقات 0
شارك المحتوى عبر مواقع التواصل الإجتماعي
عرض الردود
أضف تعليقك
الاكثر زيارة +
